زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
هجرة العيد نحو الجنوب الشرقي هذه السنة شابتها شوائب غير معتادة وغير مألوفة، فحين تحل الأعياد كل سنة يحل معها الفرح و الفرج، وكل المهاجرين يستعدون للهجرة الثانية ويعودون القهقرى نحو العش ونحو الدفء والرقة، ويهربون من عذاب الصمت والأنين رغبة في سكينة النفس ولو لحين بالعودة لكل الأشياء الجميلة في بنايات طينية عتيقة أصيلة ظلت شامخة رغم مرور الأحقاب، تركت الناظر والمُشاهد يحلم بماض انتهى ولم ينته، ولم تستطع الحداثة أن تمحوها، أو تمحو وقعها، لأنها حفرت لنفسها أخدودا في المخيال الجماعي، حيث خرجت من الإطار الجغرافي المعهود إلى الإطار المخيلي الذي لا يستطيع أحد أن يتدخل فيه لمسح أو مسخ معالمه.
فالهجرة من اجل العيد نحو الجنوب عادة متأصلة وتعرف المحطات الطرقية قبيل حلول المناسبة بأيام معدودة ازدحاما شديداً من قبل المسافرين، ما قد يشكل بؤراً جديدة لتفشي "كوفيد-19" في ظل حالة "التراخي"بالمدن والحواضر حيث الاستخفاف بالشروط الاحترازية واضحة بين المواطنين رغم مجهودات السلطات ووزارة الصحة.
المسافرون من اجل العيد بالجنوب الشرقي وجب عليهم التفكير الف مرة بمنطق الربح والخسارة في ظل الظروف الراهنة والتفكير بمنطق المصالح المشتركة بين الجميع ،فالربح الكبير اذا مر العيد في نسبة كبيرة من الصحة والسلامة ، والخسارة الكبرى اذا انقلب الفرح ترحا بنقل العدوى من مدن اخرى لمقر الاقامة ، فكلما قلت الحركة والتنقل والاختلاط قلت لا محالة أعداد المصابين سواء بين المقيمين او بين الضيوف الجدد الذين سيرحب بهم نفاقا خوفا من نقل العدوى والمرض فالمسافرون نحو الجنوب قد يحملون الفيروس، لكن دون أعراض، ما يحتم على وزارة الصحة القيام بحملات إعلامية تحسيسية قبل عيد الأضحى بالنصح بعدم السفر الا لظروف قاهرة.
عادات كثيرة بالجنوب الشرقي في عيد الاضحى متأصلة وحان الوقت للإقلاع ولو عن بعضها مؤقتا منها التجمعات العائلية بشكل غريب والتصافح والعناق بشتى الاشكال والمغالاة في الزيارات والتنقل غير المرغوب فيه والتجمعات تحت اسوار القصور والخروج بالليل والنهار وعادات اخرى تتعلق بالأضاحي ذبح الثلاثة والاربعة في بيت واحد وذبح العجل في عرفات ونفخ الاضاحي ولف الكرداس والتجمع العائلي والاسري واحياء الرحم بشكل غير منظم "اوزيد اوزيد ...الله استر وصافي " والمسؤولية مشتركة بين الجميع فماذ يمكن ان يقع اذا أجلت بعض الاسر تنقلها او اذا غابت في ايام العيد بالجنوب مرة او مرتين في العمر، ويجب التعاون لان المرض حقا خطير ويجب اخذ التحذيرات والتوجيهات والبلاغات من الجهات الرسمية بمنطق الجد حتى تسلم البلاد ويسلم العباد.