محسن الأكرمين - مكناس / متابعة
 
قد لا نبخس بعض منجزات مجلس جماعة مكناس الحالي ونوفيه نسبة ليست بالهينة من حقه في تحريك دواليب أفعال التنمية بمكناس مقارنة ممّا مضى. قد لا تكتفي الساكنة والمدينة طلبا بالزيادة مما تحقق من تهيئة حضرية خاصة في شق هيكلة البنيات التحتية الأساسية، وإنشاء الانتظارات الكبرى (الملعب الكبير/ المسرح الكبير...). قد نعدد تلك المنجزات على رؤوس أصابع اليد الواحدة، ونشهد على وجودها التفاعلي الثمين، حتى وإن لم تكن بالمواصفات العلوية التي كانت الساكنة بانتظارها (قياسا مع مدن شمال المملكة).
 
فحين استحضرت العنوان، وجدت أنني اقتنصته من المثال " إنما تعرف الشجرة من ثمارها ". نعم، بوابة التنمية من عتبة ولوج المدينة تظهر ملامحها المليحة أو سوء تقديرها الرديء. قد لا نعدو نكاشف الحقيقة إلا للدفع بالتنمية قدما، ولكن كذلك قد نستثمر كل الملاحظات بالوجه الإيجابي برؤية تخطيط حلم، والتنصيص على حلول التمكين التنموي بمدينة مكناس.
 
من النقط السوداء بمدينة مكناس مظهر المحطة الطرقية الكاشف للعيان، وكأن المحطة لا مداخيل مالية لها لكي تهيكل جماليتها من الداخل. محطة طرقية  من الجيل الأول القديم، تهالكت معالمها وزينتها وأضحت تشكل نشازا على الصعيد الوطني، ولحد الآن لا بديل مرتقبا لها بالتعويض في الأفق القريب. محطة لم تعد في موقعها لازمة بتاتا، مادامت الأبنية قد التحفتها بالدوران، و زاد الأمر سوء ضغط سيولة المركبات والسيارات من كل الجهات . الآن، فقد بات من الاستعجال تحويل وجهة المحطة الطرقية بمكناس إلى موقع متلائم مع تصور التهيئة الحضرية الجديدة، والتفكير في إقامة معلمة تاريخية لمحطة طرقية (عالية الجمالية/ نموذج مدينة الرباط)، لا فضاء يأوي الحافلات وينعش الخزينة بالمداخل المالية يوميا. قد يكون اقتراحنا من باب تحسين التفكير الجماعي المسموع في جعل المحطة الطرقية (بسيدي سعيد) في حالة تغييرها محطة ثانية (قارة)  للوقاية المدينة، وتوزيعا عادلا لتدخلات الوقاية المدنية، فتدخلات الوقاية المدنية تعاني من الطرقات المكتظة ومن البعد تأخيرا، وضياعا للأرواح والممتلكات.
 
قد لا نبتعد عن النقل والتنقل ونتحدث عن محطة القطار بمكناس، والتي باتت في حكم  ماضي الحماية، ولم تستطع المدينة من التحرر من ملامحها، رغم أنها تحمل بصمة (الكولونيالية) التي تذكرنا بما هو إيجابي وسلبي بالعمق. لكن، من اللازم تمتيع مكناس والزائر والسائح إلى المدينة ببوابات الجمال والأناقة الحضرية، من اللازم أن تكون محطة القطار بوابة مفرحة خاصة وأنها تطل على حديقة إن تمت هيكلتها فستحمل المحطة جمالية مليحة لا مثيل له.
 
وأخيرا، لا بد من التعريج على سياسة إغلاق مجموعة من بوابات المدينة لأجل التأهيل والصيانة (الأبواب التاريخية)، نحن لزوما مع دعم ومواكبة تثمين المدينة العتيقة وما تحمله مكناس من نوادر أثرية مادية ولا مادية، نحن مع المعالجة الجيدة لكل من (باب كبيش) و (باب الخميس) و(باب بني امحمد)، نحن مع تصويب (باب القصدير) والذي جوانبه تشهد ماضيا أنها كانت انطلاقة شرارة معركة بوفكران الأولى عند محولات سواقي الماء (لحلو) بالقرب منه. ولكن قد نعارض سد باب القصدير كليا، وبدون إشارات بداية ونهاية، وهو الذي يعتبر متنفسا طرقيا أساسيا رابطا بين عمق المدينة وكذا حي الزيتون وتمحوراته الفرعية. قد نطالب بتحويل الطريق الثانية إلى طريق مزدوجة (تتدي وتتجيب) مع استعمال الأضواء الثلاثية خارج وداخل الباب (الثاني المنشأ حديثا) لتنظيم المرور وتخفيف الضغط عن (باب كبيش)، قد نطالب بتسريع الأشغال وشفافية الوضوح بإشراك المجتمع المدني في الرؤية ولما حتى المشاهدة الوصفية.