جديد انفو - متابعة

الثقل التاريخي والديني والتراثي  والتجاري الذي ميز سجلماسة على مر العصور لكونها صلة وصل بامتياز بين المغرب ودول افريقيا جنوب الصحراء قديما هي مميزات وخصائص تعلق بها المخرج السينمائي الاسباني ألفونسو سوطو مارتن (Alfonso Soto Martin)   وحفزته لإنجاز مشروع سينمائي وثائقي ضخم، يقتفي من خلاله  'طريق الذهب'  الرابط بين سجلماسة وتومبوكتو أو بلاد السودان .

وعن سر تعلقه بهذا المشروع، قال المخرج الإسباني ' الفونسو '  في تصريح صحفي "أنا مدين لابن بطوطة والبكري وابن حوقل وليون الأفريقي، الذين من خلالهم حاولت التعرف على عدة كنوز من تاريخ الأمة المغربية، وعلى الخصوص حاضرة سجلماسة، هاته الحاضرة التي يعود تاريخها إلى ثلاثة عشر قرنا ...المشروع الفني سيأخذ بعين الاعتبار الثمرات العلمية للباحثين في علم الآثار، مغاربة وأجانب، ممن اشتغلوا على هاته الحاضرة التي نثرتها الرياح '

وأشار إلى أنه تعرف  على  هؤلاء الباحثين  الذين سيعتمد على ابحاثهم في مشروعه  الفني من خلال كتاباتهم، ومن خلال فريق الإعداد الذي يتواصل مع بعض أفراده، وذكر بالاسم  لحسن تاوشيخت يوسف بوكبوط،  والعربي الرباطي، ، عبد الله فلي  وغيرهم .. فضلا عن مؤرخ المملكة عبد الحق لمريني، ومديرة مديرية الوثائق بهيجة سيمو، والمساوي العجلاوي الذي رشحته الجهة المنتجة ليكون مستشارها العلمي.

 أما عن طريقة الاشتغال فقد أبرز ألفونسو أنه سيقوم على تجميع مختلف هؤلاء الباحثين والمؤرخين مع مجموعة من التشكيلين، مغاربة وأجانب، ليستوحي منهم هذه الثلة من الفنانين مجموعة من "التيمات" المرتبطة بحاضرة سجلماسة، ليعملوا على تجسيدها في لوحات ستتوج بمعرض جماعي في الهواء الطلق، لجعله متاحا لساكنة تافيلالت، إلى جانب معارض أخرى للمسكوكات النقدية ورسومات وبيانات، فضلا عن بعض الوثائق التاريخية، خاصة تلك المتوفرة لدى المكتبة الملكية وأرشيف المغرب، مع الانفتاح أيضا على المعرض السابق لبنك المغرب حول " طريق الذهب" الذي أنجز بشراكة مع مديرية الآثار.

وأضاف أن ' المعارض ستشكل الخيط الموجه الذي من خلاله  سيتم التعرف على حاضرة سجلماسة وما تبقى منها من آثار، فضلا عن الواحات والقصور المحيطة بها، وستقودنا القرائن التي كشف عنها الباحثون وجسدتها أعمال الفنانين إلى بناء المدينة عبر صور ثلاثية الأبعاد".

وأكدت منتجة الفيلم خديجة الفتحي مديرة الإنتاج بـشراكة  "Women Prod أن الحركة التجارية عبر الصحراء حملت معها قيما ثقافية واجتماعية وسياسية وتلاقحا بشريا بين الشمال والجنوب، بل ستظل منطقة واد نون الوريث التاريخي لتجارة القوافل حتى في ظل انتقال مركز الثقل التجاري من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلنطي في القرن 17، وستستمر إلى القرن 19.

وأضافت  أنه 'فضلا عن حكايات الأمكنة والناس الذين عمروها، سيستحضر الفيلم العلاقات الإنسانية بين قبائل لها امتداداتها بين المغرب، كموريتانيا وتومبوكتو والسنيغال والنيجر، من خلال تجميع أحفادها في مشاهد إنسانية أخاذة ' .