زايد جرو - الرشيدية / متابعة

تاقرفيت بقصور  وقصبات درعة تافيلالت  الناطقة باللغة الامازيغية  هي حديث  سحري فيه من الجمال ما يرتاح له العاشق  من همس وود بالإشارة بين فتاة وشاب بجانب اسوار القصر أو في الواحة بين النخيل   او في الأعراس  أو في أيام العيد أو بقدم الجبل المحادي ل" إغرم " هي   كلام  فيه عذرية كبيرة  واحترام فائق  بين المتحدثين باللباقة وحسن اختيار الالفاظ والرمزية والصور البديعية والأمثال دون  تجاوز حدود الأعراف .

وقد انتشرت" تاقرفيت "بشكل كبير بين  قبائل آيت مرغاد و"ايت حديدو "وبكولمية  وتنجداد وتديغوست  وآيت هاني  وايت سدرات وايت سغروشن  وقلت او تكاد تنعدم بقصور تافيلالت حيث يدور الحديث عن العشق بالمجاملة بالمشي جنبا الى جنب على مرآى الجميع ولا خلوة فيه  تجنبا للشبهة ، والحديث غالبا ما يكون  حول الجمال " الزين " " تِحلي " أو اللباس التقليدي أو حول حكايات سابقة  في العشق ،أو حول " إزلان " او مقاطع أغاني أمازيغية تغنت بالود والصفاء  أو حول  مشروع الزواج  او الخطبة أو تصورات استباقية لتدبير أمور الحياة ...

 وكم تعجب الفتاة بالكلام حين يخاطبها الشاب ب " واتحلي  ما يتعنيت " واتحلي أدود انمساوال شوي " "واتحلي داتبيت اولينو أتاسا  " دون لمس طبعا ولا احتكاك  .... ويجب تجنب الحديث ما أمكن عن المشاكل او الموت أو الشكوى والأنين فلا مكان للمرض والمريض في هذا الحديث ولا يجب ان تعكر صفو اللقاء بما هو قبيح ..و تعجب الامهات بذلك  اطمئنانا لمستقبل بناتهن لكون اللقاءات الودية بداية التأسيس لحياة الزواج والاندماج في المحيط الاجتماعي حيث تستعين الفتاة بخبرة الأم في ما يجب قوله وفعله لتحصل النتيجة دون المس بشرف الاسرة وسمعتها بين القبيلة  .

" تاقرفييت" ليست الفساد أو الميوعة  فلا وجود للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وليست بالضرورة بين شخصين  بل قد يكثر العدد ويتفاوت  وقد تكون بين شابين وفتاة واحدة  او شاب وفتيات  متعددات وهنا تصعب المهمة حيث يصبح الشاب الرجل بطلا بين النسوة وعليه ألا يكسر خاطرا او يظهر ميله لواحدة دون الاخرى حتى لا " تتفرتك " اللمة  ويضيع الهمس  ويصنف الشاب في خانة معينة وتتداول  حديثه جميع الفتيات  ويهرب منه الكل ويصبح  اضحوكة بينهن.

وقد تستعمل كلمة " تاقريفت " بالمعنى المجازي بمعنى " التفلية " بالفاء او " لملاغة " او" المزاح "او" الطنز " وتعني التهكم والاستخفاف بالآخر وهو المعنى الذي له علاقة ربما بحديث الهمس الذي يمكن ان يكون كلاما في كلام فقط وتتعدد الدلالات الايحائية  للكلمة حسب المقال والمقال  وحسب تموقع القبائل .

تاقريفت تراث لا مادي شفوي  شعبي عند القبائل الأمازيغية بالجنوب الشرقي كان له الدور الايجابي في الحفاظ على نقاوة النسل والعرق حين يكلل بالنجاح حيث الأعراف تقتضي ان تتزوج الشابة من القرية  اومن قرية  اخرى مجاورة لها  وتكون العفة هي عماد الحديث والتواصل ..وبدأ  هذا النوع من الحديث ينقرض يوما بعد يوم  لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة .