زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

مازال 'حمّان'  المصاب سابقا بكورونا  يحكي بألم شديد عصرة الدواء التي كانت ترهقه ليلا وهو وحيد في مأكله ومشربه ونومه، ويحتسب الدقائق المتبقية من الليل  وعيون ام واطفال مرهقة تنتظر عودة  الحياة لعادتها  او أي شيء يعيد البسمة للأسرة.

'حمان ' المسكين ابتلع كل الأدوية وانتهت ' عصرة ' الوصفة الطبية  واستحم ومشط ما تبقى من شعر بـأعلى راسه  وتعطر كثيرا ولبس الجديد  وانتهت معاناته الجسدية  في انتظار امل اللقاح الذي كثر اللغط من حوله  في كل بلدان العالم .

هل ّ 'حمان ' بوصول الجرعات لبلد 'وزون' وكان من اول الملقحين لأنه جرب الالم والعصرة ،اصطف في طابور غير طويل وتقبل السؤال المحرج اسمك وسنك وسكنك وهل  تأخذ ادوية  لمرض مزمن فأجاب بالنفي رغم ان الزمن أذله عله لا يجد تعثرا في الاستفادة من الجرعة الهندية التي قطعت المسافات الطوال والطوال لتصل ذراعه الايسر او الايمن وحتى لو تطلب الوخز مكان اخر فلا مشكل لأنه يدرك مسبقا صرعة وعصرة المرض.

دخل غرفة التلقيح باستقبال من طبيبة طيبة جدا جدا ومد ذراعه دون ارتجاف ،احسن بالوخز قليلا وهو ينظر لجرعة الدواء حتى نفذت ، وكم احب ان تضاف له جرعة اخرى ثانية أوثالثة ولا مشكلة حتى الرابعة لكي لا يعود للوراء وهو الذي جرب الكؤوس الدهاق من الالم .

دخل الغرفة الثانية للاستراحة قليلا ولم يحس لا بالدوران ولا بالانتفاخ في اليد وكان الحديث مع الملقحين حول التلقيح والشائعات وغادر المكان بعد 15 دقيقة يطوي المسافات بسرعة فيها زيادة ليصل البيت ليبشر الاهل بانه من الملقحين الاوائل  ومن الذين سيودعون خوف الاصابة بالعدوى ومن الذين لبوا نداء الوطن من اجل الصحة العامة.

دخل حمان بيته وبين اسرته منتشيا  فشمر عن مكان التلقيح بين استغراب الابناء حول سرعة الفعل دون تفكير، فنام قليلا ليستريح من الم سابق سكن ذاكرته ،ومن حين لآخر يأتي احد الابناء ليكشف الغطاء عنه  فتذكر الجميع الالم السابق  فتركوه قليلا وانسحبوا من غرفته خوفا من هيجانه الذي كثر  منذ اصابته وزاد من حدة ردود افعاله السلبية.

خرج حمان في اليوم الثاني من التلقيح وحاول تجنب كل التعقيدات والتوترات التي تزاحم تفكيره بعد الخروج .. عبر الطريق  من شارع لأخر  دون احساس بالحرب ضد الفيروس بالانضباط والالتزام للابتعاد عن الخطر. . حط الرحال   بالمقهى المحبب لديه نظر لمن حوله فقرأ في أعينهم  استمرار البلادة  والحديث الفج عن التلقيح الذي يحمله حمان بدراعه الايسر .

عاد المصاب المعافى  ' حمان  ' للعمل بشكل طبيعي فتلذذ   كثيرا بيوم تلقيحه وأغمض عينيه دقائق معدودة  ليعلم أن رؤية النور وحدها تستحق  الحياة وما المرض وما الخذلان وما التافهون الا تطبيع بين الفساد والمجتمع  في انتظار الجرعة الثانية اواخر هذا الشهر بحول الله.