زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

حين الحديث عن ذوي الاحتياجات الخاصة تنتاب المرء أحاسيس إنسانية من نوع خاص ،حيث  نقوم عادة  بإسقاط  الحالة على النفس فينتابنا فيض من الأسئلة التي يصعب فك شفرتها بنظرة قاطعة  لمعرفة وقع الزمن  حين  نتصور أننا نحن المصابون ، آنذاك تتولد لدينا ردة واستجابة  مملوءة بالتقدير والاحترام لكل المصابين.

في لقاء  بالصدفة بمدينة الرشيدية اليوم الثلاثاء 16 فبراير الجاري مع السيد لحسن بن زايد  من ذوي الاحتياجلت الخاصة  المنحدر من تنغير، الشخص الجمعوي  المبتسم على الدوام ،  في لقائي معه من جديد تبين لي بالملموس ان الرجل لا يصطنع الايمان بالعمل الجمعوي، بل هو سلوك متأصل  فيه مذ  عرفته اواخر التسعينيات  بتنغير،  وهو من الأشخاص الذين يسيرون وفق قانون التحدي والاستجابة الفكرية ،فصنع بفلسفته  رؤيا للحياة  فرضت على المجتمع أن لا ينظر إليه بعين الرحمة ،بل ينظر إليه بعين التعجب والاستغراب لأنه صنع ما لم يصنعه الأسوياء، فلم تعقه محن حادثة السير في سنة 1994 ، التي أقعدته بل كون معية مهتمين جمعيات واهتمامات تحدت المكان الضيق الى الواسع داخل الوطن وخارجه .

في حديثي مع الرجل تقاسمنا الاهتمامات  الجمعوية والثقافية والاعلامية والتنموية بتنغير وبجهة درعة تافيلالت والإعاقة بالنسبة للرجل تبقى هي الإعاقة الفكرية التي لم يستطع الأسوياء فعلا تحديها  ،هو منشغل في حواراته مع المهتمين بالشأن الاعلامي بالأفكار والطاقات الايجابية،  يناقش، يطرح البديل بقوة فكرية وبحماس وإصرار على الفعل والأداء ، وسلوكياته   تكشف مدى تقديره للآخرين و تصرفاته تظهر شخصيته المتفتحة .. إنه نموذج الثائر المؤمن الصادق ، وهنيئا للمجتمع ،بمثل هؤلاء الذين تحدوا الإعاقة الجسدية لينخرطوا في التنمية المجتمعية.

لحسن بن زايد  في الحديث معه بدا منشغلا بانطلاقة البرنامج الوطني 'نسمع ' لزرع القوقعات الالكترونية لفائدة الاطفال ذوي إعاقة الصمم بمراكش يوم الجمعة 12  فبراير الجاري منوها بجهود وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والاسرة ،ومنشغل ايضا الى حد الهوس على تطبيق قانون الولوجيات في مجموعة من الاماكن والمؤسسات  العامة والخاصة كما يأمل توسيع شبكة الاقسام المندمجة للأطفال ذوي الاحتياجات بتودغى السفلى وتوسيع المشاريع المدرة للدخل لهذه الفئة.  

لن انسى قوله ذات يوم  حول ظروف الإعاقة ومتاعب الحياة اليومية وصعوبة الاندماج " حين تشرق شمس الصباح ويشع نورها تفيض في روحي مشاعر الأمل والفرح،فأنطلق والسعادة تغمرني والدنيا تضحك وتبسم لي، أحاول أن أنسى المرض وأعيش وأتمتع بما بقى من أيام في حياتي وبما فيها  من حلو ومر، لأن حياتنا ودنيانا ما هي إلا رحلة سفر لابد لها من نهاية ومنها راحلون ومودعون اليوم أو غدا ".

 وأضاف " أتمنى الصحة والسعادة ومستقبلا حافلا بالأمل لكل شخص يحمل رمز الإعاقة ،واحيي المجتمع المدني والاعلاميين والغيورين والمهتمين بهده الفئة، كما اطلب  والتمس من الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الإعاقة والمجتمع المدني تقديم التوعية والمساعدة والدعم النفسي والمعنوي ثم الرعاية الصحية لكل الأشخاص في وضعية صعبة ". حقا  هو كلام  في غاية العظمة ولا يؤمن به  الا العظماء من الرجال.