جديد انفو - متابعة

مدير سابق بمؤسسة تعليمية في منظومة التربية والتكوين، وهو برلماني  حالي، عصرته حرقة مسؤولية القطاع ومعاناة رجاله ونسائه في الإعلاء بالمنظومة التربوية ببلادنا، في  لقاء مع وزير التربية والتكوين، لم يتناس َولم يتجاهل ولم يغير ' الفستة ' رغم كونه  الآن من رجال السلطة التشريعية، قادته حرقة المسؤولية السابقة، والحالية ليقول كلمة حق  لأهل الحق ، ومن يستحق الحق .

أمطر االبرلماني الوزير أمزازي بقنابل لغوية مسجوعة وأسئلة  دقيقة وواضحة  تضرب العمق الخفي والمستور في المنظومة التربوية، نطق حقا دون لف ولا دوران  فبدأ مداخلته بتشخيص واقع المؤسسات التعليمية حاليا بالقول : 'المديرون الآن خارج المؤسسات التعليمية مقاطعون لكل شيء : التدبير الإداري، التربوي، الاتصال، البريد، وحتى' الوات ساب '، وهم عازمون في الاستمرار والمقاطعة رافعين شعار ' اللاعودة '، ونحن نتحدث عن  المشاريع و العام زين، آش هاد الوضع اللي حنا غاديين فيه '.

وأضاف البرلماني المدير السابق 'لابد ان نجهر بهذه الحقيقة : اعطيني استاذا أعطيك  نتائجا، واعطيني مديرا، نعطيك مؤسسة تعليمية، اعطيني منظومة تربوية نعطيك مجتمعا... هي المعادلة الحقيقية، فاذا فقدنا  هؤلاء  فقدنا المجتمع '.

البرلماني وقف عند معادلة خطيرة لا يدرك حقيقتها الا القليل وعرى خلفيات  تصريحات الكثير من العدميين  في مناسبات عديدة  الذين يعتبرون بأن التعليم قطاع مستهلك، وغير منتج، في حين ربط البرلماني بين التربية والتنشئة الاجتماعية، فالمدرسة  محيط وسطي بين الاسرة والمجتمع الذي لا يستقيم عماده الا بالتربية، فاذا انسحب المربون من المجتمع ،بالأكيد أن المنظومة المجتمعية ستنهار، وهي العلاقة التي تحدث عنها علماء التربية في العلاقة الجدلية بين المدرسة والتنشئة.

البرلماني لم يجد العبارات الواضحة ولا الأشد فصاحة  الا في الاسلوب 'الدارجي' المغربي الذي يوظف الايجاز تعبيرا بدل الاطناب، فالمدير القنديل الذي يستضاء به سابقا  اصبح الآن ' زنبيل' فجاء التعبير بلاغيا  مسجوعا ' القنديل، الزنبيل،' وهو التعبير الذي لا يفهمه الا القيل، ولم يستعمل البرلماني ' الشواري ' بلاغة منه لأنه يدرك الفرق بينهما، والنعوت والأوصاف التي اراد ايصالها للمتلقي أوجزها فصاحة لفظ ' الزنبيل '  الذي يحمل البريد والتجهيزات .. وانتقل للحديث عن المدير ' المنديل ' الصالح للتنشيف والمسح .. فتعددت اوصافه بين الناس في المجتمع : كان قنديلا في الزمن الجميل وتحوّل زنبيلا لحمل المتاع  ومنديلا للمسح  في زمن الرداءة .

البرلماني وكأنه أحس بان الكثير لم يدرك مقصوده  بالزنبيل،  فعاد لوصف ارتبط بالحداثة التي يفهمها الجميع حاليا  وكأن  لسان حاله يقول : فان لم تفهموا الزنبيل وراودكم الشك في مفهوم المنديل فالمدير باللغة الواضحة هو :  'بارشوك' المؤسسة يتحمل الصدمات مع التلاميذ والأساتذة ومع الاباء ومع المصالح الخارجية ومع الشركاء وهو  امتداد طبيعيى للإدارة المركزية والجهوية  والاقليمية '.

المديرون الذين انخرطوا  في تعقيم المؤسسات في زمن كورونا  يضيف البرلماني ملفهم المطلبي مشروع  وليس امتيازا ،وهناك ملفات   تعليمية التي لا تحتاج لكلفة مالية بل تحتاج لقرار اداري فقط وحتى لو كانت الكلفة مادية  يجب ان نستحضر الطرف الثاني من المعادلة وهي كلفة فشل المنظومة التربوية، ويضيف البرلماني  ' ما كلفة الجهل  اذا كان العنصر البشري مكلفا،  فثلث زمن  الرؤية الاستراتيجية قد رحل فمن سيدخل الاصلاح للمؤسسات  من غير العنصر البشري، فتغييبه اقصاء ونبهنا لأهميته  في مناقشة قانون الاطار والان ضربنا حيط'.

وينهي البرلماني قنابل مداخلته على مسمع امزازي  بكلام  حكيم  ورزين وبصوت منخفض وبغصة كبيرة في الختم باعتبار الخواتم أخر  ما يعلق بالأسماع  في المجامع فقال ' اصلاح المنظومة التربوية لا يمكن ان يتم الا بالتسوية والطي النهائي للملفات العالقة لجميع فئات منظومة التربية والتكوين'.

واليكم التدخل الكامل للبرلماني: