زكرياء ناجي - نور الدين ميموني
تم، قبل أيام بمستشفى الفارابي بوجدة ، بتر اليد اليمنى للسيدة ( أمينة حسني ) القاطنة بحي التقدم ( دوار المساكين ) وسط مدينة العيون الشرقية ، و ذلك نتيجة خطأ طبي ارتكبته ممرضة تعمل بالمستشفى الإقليمي لتاوريرت بحسب ما جاء في تصريحات الزوجة للعيون 24 ، عندما وضعت « الصيروم » في يدها اليمنى بشكل خطأ بين الجلد والعظام ، و هو ما تسبب لها في شلل و حروق ، اضطر معه أطباء المستشفى الجهوي للفارابي لبتر يدها بعد أن مر أكثر من 48 ساعة على الحادث.
و تعود تفاصيل هذه الواقعة الأليمة إلى منتصف شهر دجنبر 2013 الجاري ، عندما دخلت السيدة أمينة حسني ( 43 سنة ، أم لثلاثة أطفال ) إلى المستشفى الإقليمي لتاوريرت من أجل إجراء عملية جراحية بسيطة على « الفدك » على مستوى بطنها ، تكللت بالنجاح و هو ما عاينه أفراد عائلتها عند زيارتهم لها في اليوم الموالي ، غير أن حقن المعنية بالأمر بحقنة على مستوى يدها اليمنى في نفس الليلة أدى إلى شللها ، حيث ضلت المريضة تصرخ و تستنجد طلبا للمساعدة بعد إحساسها بألم حاد على مستوى يدها اليمنى ، لكن دون جدوى .
و بعد مكوثها أكثر من 48 ساعة بمستشفى تاوريرت تصارع الألم ، لم يطرأ أي تحسن على حالة السيدة ، بل الأكثر من ذلك تدهورت حالتها الصحية يوما بعد آخر، وهو ما دفع بالأطباء داخل مستشفى تاوريرت إلى التعجيل بنقلها إلى مستشفى الفارابي بوجدة ، حيث عاينها أطباء مختصون ، أخبروا أفراد عائلتها بأن حالتها تستدعي بتر يدها اليمنى حالا لأن «الميكروب» قد تفشى في عروق يدها و لا أمل لعلاجها لأن المريضة وصلت للمستشفى بعد فوات الأوان وفق إفادات الزوجة و بعض أفراد عائلتها للعيون 24 .
الزوج محمد بحراوي المصدوم بحالة زوجته بعد بتر يدها اليمنى ، سارع إلى تقديم شكاية في الموضوع إلى كل من وزير الصحة و المندوب الإقليمي للصحة بتاوريرت و كذا وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتاوريرت يلتمس فيها فتح بحث لتحديد المسؤوليات المترتبة عن هذا الخطأ الطبي ، حيث استمعت عناصر الشرطة القضائية بتاوريرت للزوج في انتظار تقديم المتسببين في هذه المأساة للعدالة .
و ليست هذه هي الحالة الأولى أو الأخيرة التي ذهب ضحيتها أبرياء بمدينة العيون الشرقية نتيجة سوء المعاملة و الإهمال و غياب التجهيزات أو بعد المراكز الصحية عن المدينة ، فقد سبق أن توفيت سيدة رفقة جنينها منذ حوالي ثلاثة أشهر بسبب الإهمال ، كما اضطرت سيدة أخرى إلى وضع جنينها وسط الشارع العام ، و اليوم ها هي الأم ( أمينة حسني ) تفقد يدها اليمنى التي كانت تستعملها لصنع الحصير و الطباق المصنوعة من الحلفاء من أجل توفير بعض النقود لمساعدة زوجها المياوم على تكاليف الحياة الصعبة.
المصدر: العيون24