محسن الأكرمين - مكناس / متابعة

" كلنا مع تثمين المآثر التاريخية بمكناس"، هذا المعطى نتفق عليه ولا نتزايد فيه إلا عند مستويات تحقيقه وفق الجودة والجاذبية والالتقائية. اليوم نتحدث عن صهريج سواني أحد المعالم الأثرية الكبرى بالمدينة، نتحدث عمّا يناهز قيمة (400 سنة). الحديث عن صهريج سواني، هو حديث عن المواكبة والدعم غير المشروط للبرنامج الملكي في مجال تأهيل وتثمين الموروث العمراني بمكناس، اليوم تم إغلاق الصهريج لما يزيد عن سنة بأسباب متنوعة (كوفيد 19) ومنع التجمعات، حماية أرواح الساكنة (آخر حادثة غرق شابين 21ماي 2020)، أما الأسباب الواضحة فتتمثل في إعادة تأهيل صهريج السواني وتوظيفه كمدار سياحي.

لن نختلف في عمليات التأهيل والتثمين، والتي حتما تسير بالبطء التام ونحن على مقتبل سنة (2023)، لن نختلف عند دفتر تحملات تأهيل الصهريج ولا مكتب الدراسات، ولكنا نختلف بطول الزاوية المفتوحة حين نفكر بحدود ظل مهندسي المشروع والقيمين عنه بالتخطيط، نختلف حين لم يقدر مهندسو المشروع إيجاد صيغ بديلة لإفراغ تلك المياه المتبقية به، والتي باتت بشكل المياه العادمة . نختلف حين يتم الحديث وهو من غير المؤكد أنه " يمكن أن يردم ما يقارب المتر من غرق الصهريج " هذه المعلومة إن صدقت كما سربت لنا فإن الأمر يروم إلى تغيير التاريخ و معالمه الجمالية بصهريج سواني، تروم إلى أن يصبح صهريج سواني مثل بركة ماء راكدة لا توازي غايات إقامته من طرف السلطان المولى إسماعيل.

نختلف حين نخطط للبدايات ولا نحفل تخطيطا للمتممات والمخرجات النهائية. نعم اليوم باتت المياه العادمة بالصهريج تشكل مشكلة عويصة لن يتم حلها إلا بمخارج مياه جديدة، اليوم تم تجاوز ذاك المنفذ المائي (بحائط الصهريج  وسط الحوض) الذي كان يفرغ الصهريج كليا من الجهة الشمالية الموالية لأكاديمية التعليم سابقا. اليوم باتت الدراسات تبحث عن حلول نهائية لإفراغ الصهريج بأمان بيئي ونقل ما تبقى من أسماكه المنهوكة. اليوم وليس غدا لا نحمل حلولا استشرافية لتعبئة الصهريج بالماء والبحث عن عودة مياه السواني ووادي بوفكران إليه.

اليوم تغلب صناع القرار بإفراغ الصهريج بكل أمان عبر مجاري جديدة لا نعلم مصبها، لكن لا زالوا  لم يفكروا في مصادر المياه الممكنة التي يمكن أن تملأ خزان الصهريج الكبير. اليوم بات الخطر حاضرا في توظيف تأهيل المآثر التاريخية بكل حيثياتها الكلية كما يسوق لنا المشرفون على المشروع، لكنا بنتنا نخاف أن يؤهل الصهريج  بالترميم، ويبقى فارغا من المياه وقد يستغل لغير موضعه !!!.

اليوم، لا بد من الاشتغال وفق الرؤية الملكية السامية والبحث عن الحلول الممكنة لعودة مياه وادي بوفكران للوصول إلى حوض الصهريج، بات التفكير في تشغيل السواني كمورد فيضي كان يزكي تجدد مياه الصهريج. حقيقة سبقية، كل التخوف التام أن يبقى صهريج سواني بدون مورد مائي قار للتعبئة السريعة، كل التخوف أن ينتهي تأهيل الصهريج ونحن لا نفكر في صيغ المورد المائي التاريخي كحل أولي ودون إغفال حلول مكملة كالأثقاب المائية. 

سابقا حين تم إفراغ صهريج سواني للإصلاح والترميم، فقد استغرق أيام التعبئة المائية له لما يزيد عن أربعة أشهر(04)، وحينها كان ماء وادي بوفكران متوفرا وجاريا، اليوم الخوف  أن نبحث عن مكتب دراسات آخر وبقيمة مالية سمينة، لكي يخطط لنا سبل التعبئة المائية عبر صهاريج الشاحنات الكبرى !!! لنفكر في المخرجات قبل البدايات هذه رؤيتنا المتواضعة والمواكبة لمن يشتغل بتفكير الأحادية واللحظية وتدبير المخاطر.