جمال أمدوري (كاريكاتير : عبد الغني الدهدوه)

أثار تصريح سفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال حول “استقلال شعب القبائل” موجة غضب النظام الجزائري، والذي حشد مختلف فعالياته السياسية للهجوم على المغرب، متناسيا أنه من صنع الكيان الوهمي “البوليساريو” وموله بالمال والسلاح.

وقال البرلمان الجزائري، الذي أصيب بالسعار بعد تصريحات ممثل المغرب بالأمم المتحدة، إن بلاده “لن تغفر” خطوة السفير المغربي في الأمم المتحدة بتوزيعه وثيقة على أعضاء حركة عدم الانحياز، واعتبر أن الأمر “سقطة غير مقبولة وغير معقولة”.

وأضاف في بيان له، أن “مكتب المجلس برئاسة المجاهد صالح قوجيل، وهو يتلقى باستغراب بالغ، التصريح غير المقبول وغير المعقول، لممثل المملكة المغربية بالأمم المتحدة الذي جهر وبصفة رسمية بدعم المغرب لما يسمى بحسبه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”.

واعتبر موقف المغرب “لا قيمة له من النواحي الدبلوماسية والاعتبارية، وموقفا يختزل انزعاجا قديما متجددا من النجاحات المحرزة في تاريخ الجزائر التي تنحو بقيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بخطى ثابتة نحو تثبيت مؤسساتها وتدعيم استقلالية قرارها السياسي”.

وتناسى ممثل وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، السفير صالح بوشة، دعم بلاده للجبهة الانفصالية “البوليساريو” لزعزعة استقرار المغرب، حيث قال إن “ما أقدمت عليه الممثلية الدبلوماسية للمغرب بنيويورك، هو “تعدي على السيادة الوطنية و الوحدة الترابية من جانب جار شقيق تربطنا معه علاقات الإخوة والجغرافيا واللغة، لكن الدبلوماسية المغربية تقع مرات في مطبات”.

نفس الأسطوانة المشروخة، رددتها أحزاب جبهة المستقبل وحركة الإصلاح الوطني وحركة مجتمع السلم، أمس السبت، والتي أصابها هي الأخرى السعار، حيث أدانت ما سمته “الانحراف الخطير” للدبلوماسية المغربية بنيويورك إثر توزيعها وثيقة رسمية على دول حركة عدم الانحياز تكرس انخراط المخزن في حملة معادية للجزائر.

وتغاضت هذه الأحزاب عن دعم بلادها لمليشيات مسلحة بالمال والسلاح لتهديد أمن واستقرار المغرب، لتؤكد في بياناتها أن هذه “الممارسات المخزية التي ينتهجها نظام المخزن، والتي لا تعكس أبدا روابط الأخوة بين الشعبين، تندرج ضمن سلسلة الخيانات التي ألفناها”.

وكان السفير المغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد أشار إلى أن “هذه الجمهورية الوهمية ليست سوى كيانا وهميا اصطنعته الجزائر ومولته وسلحته من أجل تنفيذ أجندتها الجيوسياسية الإقليمية”، مضيفا أن هذه الجمهورية المزعومة لا تحظى بأي اعتراف “لا بحكم الواقع ولا بحكم القانون”، “لا من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا في الجمعية العامة، ولا في حركة عدم الانحياز، ولا بمجموعة السبعة والسبعين + الصين، ولا بمنظمة التعاون الإسلامي، ولا بجامعة الدول العربية ولا بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية ولا في اتحاد المغرب العربي”.

وخلص الممثل الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة إلى القول بأن الوزير الجزائري، الذي “يقف كمدافع قوي عن حق تقرير المصير، ينكر هذا الحق نفسه لشعب القبائل، أحد أقدم الشعوب في إفريقيا، والذي يعاني من أطول احتلال أجنبي”. وأضاف أن “تقرير المصير ليس مبدأ مزاجيا. ولهذا السبب يستحق شعب القبائل الشجاع، أكثر من أي شعب آخر، التمتع الكامل بحق تقرير المصير”. 

المصدر: العمق المغربي