زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو ( الصورة من الارشيف )

لا يكاد يمر فصل الصيف بجهة درعة تافيلالت في السنوات الاخيرة دون تسجيل حرائق بالواحات والتي تأتي على أعداد كبيرة من اشجار النخيل المنتجة منها وغير المنتجة .

وتبذل جهات عديدة مجهودات كبيرة من اجل التقليل من هذه الظاهرة وتبنت استراتيجيات مختلفة متكاملة ومتداخلة وعقدت لقاءات مع الجمعيات المهتمة بالبيئة للحفاظ على هذا الموروث المادي بالجهة والذي عمر طويلا  لأنه يشكل مصدر عيش للعديد من الاسر والعائلات .

حماية الواحة في الماضي كان مبنيا على الحس بالمسؤولية وكان قائما ومبنيا على النظام العرفي والذي يقضي  باداء اتاوة لكل شخص تسبب في اشعال النيرات بالواحة في فترة محددة  وغالبا  ما تحدد هذه الفترة بين  شهر ماي وغشت  وكان الجميع ملتزما لسيادة منظومة من القيم التي تحكم المجتمع الواحي وكانت الحرائق قليلة  .

 ونظرا لاختلال منظومة القيم والتغيرات المناخية واسباب اخرى عديدة مرتبطة بالحداثة  و لتكرر الحرائق  بالواحات أطلقت ولاية جهة درعة تافيلالت، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وبتنسيق مع المصالح المعنية في إطار عمل اللجن الاقليمية بالرشيدية  لمكافحة حرائق الغابات  اطلقت  عدة مبادرات تمنع حرق بقايا النخيل والأعشاب داخل الواحات كخطوة تهدف إلى تفادي أهم سبب للحرائق بالمنطقة ورغم كل المجهودات ما زالت الحرائق تتكرر كل صيف .

المقاربة الاقرب  على ما يبدو والتي ستشتغل  طول السنة هي اشراك التعاونيات  الخدماتية  التي لها علاقة بالمجال الفلاحي  في مشروع تنموي  يهدف  الحفاظ على  الواحة بتسطير خطة عمل  ودفتر تحملات  تتحمل فيها  التعاونيات  المنخرطة في المشروع مسؤوليتها بتنقية الواحات  والاعشاش  وفق دفتر تحملات صارم يتم تتبعه من لجن  تقنية مختصة وبميزانية محددة  ومراقبة ، ومساعدتها  بآليات ومعدات خاصة للتدخل السريع للحماية وبمساعدة الساكنة يمكن التخفيف من هذه الحرائق.

التعاونيات الى جانب الجمعيات والساكنة والمبادرات كلها وسائل مساعدة ويبقى العامل الاساس في إنجاح العملية هو العنصر البشري الذي يجب ان يدرك بان هذه الواحات هي ارث مادي ثقيل مشترك ويصعب التفريط فيه  و هي الوجه المشرق الذي يميز الجنوب الشرقي  والشرق والوطن وهذا الوجه  لا يمكن ان يكون نظيفا نقيا الا بسواعد الجميع ،لنكن يدا واحدة صابرين و صبارين  كالنخل الذي لا تهزه الرياح والذي قد  يميل قليلا بقوتها  لكنه يبقى  صامدا مرتبطا بوطنيته رغم القساوة.