إسماعيل أيت حماد - الرشيدية

أطلقت السلطات في مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت حملة  واسعة  للوقاية من الحرائق وتجنب مسبباتها، وذلك تحت اشراف والي الجهة عامل إقليم الرشيدية بوشعاب يحضيه وبتنسيق مع السلطات الإقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأركان والمكتب الجهوي للإستشارة الفلاحية والمصالح الجهوية و الإقليمية للوقاية المدنية  وكذا المجتمع المدني .

وتأتي هذه الحملة بعد سلسلة الحرائق التي شهدتها الواحات في مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت، وتسببت في إتلاف الآلاف من أشجار النخيل، مما يهدد مستقبل الواحات، وتضمنت الحملة أنشطة تحسيسية للساكنة وتنفيذا للبرامج الحكومية لإعادة تأهيل الواحات. 

وفي تصريح للجريدة أكد محمد فاضيلي رئيس مصلحة تنمية المشاريع البيئية بمديرية الواحة بالوكالة الوطنية لتنمية الواحات وشجر الأركان بالراشيدية، أن ظاهرة انتشار الحرائق قديمة غير أنه، ارتفعت وتيرتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ،وباعتبار محاربتها مسؤولية الجميع و تفعيلا لتوصيات اللجن الإقليمية في جميع الأقاليم  بجهة درعة تافيلالت التي تتوفر على واحات في نفوذها الترابي، قامت الوكالة بتنسيق مع السلطات والمجتمع المدني منذ سنة 2016 بعقد مجموعة من اللقاءات التواصلية والتحسيسية التي خلصت إلى مجموعة من المخرجات والتوصيات  وعلى ضوئها ينفذ مختلف الشركاء برنامجا سبق عرضه أمام وزير الفلاحة عزيز أخنوش خلال فعاليات المعرض الدولي للتمور سنة 2019، وبدأ الشروع في إنجازها ابتداء من سنة 2020 ويستهدف أغلب الواحات في المغرب، ويتضمن البرنامج أنشطة لتحسيس الساكنة بمخاطر الحرائق وتأثيرها على على المجال البيئي والاقتصادي والاجتماعي علما أن 60 في المائة من نسبة الدخل لدى سكان الواحات مصدرها أشجار النخيل.

كما يتضمن البرنامج أيضا إحداث نقط التزود بالماء وتوفير المسالك للولوج إلى مختلف حقول الواحة في حالة نشوب الحرائق للتغلب عليها بسرعة وفعالية،إضافة إلى أنشطة ومشاريع لتشجيع السكان على الاهتمام بالواحة والنشاط الفلاحي ،واعتبارا أن من أسباب نشوب الحرائق انتشار الحطب اليابس في الحقول وعدم تنقية أعشاش النخيل ،وبسبب تغير نمط العيش واستعمال الغاز في الطهي والطبخ بدلا من حطب الواحات ،قامت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان  بتوزيع أفران محصنة للمساهمة في استعمال حطب الواحات  .    

وأضاف محمد فاضيلي في تصريح للجريدة، أنه تم الشروع في تنفيذ البرنامج في واحة انطلق في واحة أوفوس التي شهدت حريقا مهولا في منطقة البلاغمة سنة 2019 وتم إنجازها كاملا بنسبة مائة في المائة ،ويتضمن تهيئة 5 كيلومترات من المسالك وتنقية أعشاش النخيل في مساحة تقدر ب100 هكتار وتوزيع أزيد من2000 فسيلة من أشجار النخيل لتعويض أشجار النخيل التي أتلفتها الحرائق .إضافة إلى إحداث مجموعة من الأنشطة الهيدروفيلاحية ونقط لتوزيع الماء ،وتم انجازها بالاستعانة بنظام معلوماتي تم توفيره لعناصر الوقاية المدنية تحسبا لوقوع أي حريق وتسهيل عملية التدخل بمعرفة خريطة المسالك ونقط المياه.

كما  قامت الوكالة بتوزيع معدات وتجهيزات خفيفة على فعاليات المجتمع المدني لتمكينها من إطفاء الحرائق بعد وقت وجيز فقط من نشوب والحيلولة دون اتساع رقعة الحريق ومكنت الوكالة أفرادا من الجمعيات المحلية الاستفادة من دورات تكوينية حول كيفية استعمال هذه التجهيزات.

ويستهدف البرنامج أيضا العديد من الواحات على الصعيد الوطني مثل واحة مزكيطة بإقليم زاكورة،  واحة سكورة بإقليم ورزازات ، واحة تمنارت بإقليم طاطا وواحات إقليم فكيك .