محمد زرويط - الرشيدية /جديد أنفو
شهدت مدينة الرشيدية بعد غروب شمس كل يوم من أيام صيف السنة الماضية، مظاهر احتفالية فريدة من نوعها .حيث كنت ترى الناس يأتون من كل حدب وصوب ليتجمهروا حول إحدى النافورات الجديدة، ذات ألوان، أضاء و موسيقى حلال كالمديح و الإنشاد على الطريقة التركية. النظرة عن بعد ما كانت لتشفي غليل الشوق، فكنت ترى الجمهور يدنو أكثر فأكثر من هذا الشئ الغريب عسى أن يلمسه بيده لتقر عينه و يصدق حقيقة ما يرى. لكن الحواجز التي وضعها المجلس البلدي قصد حماية هذا الشيء كانت دائما تحول دون ذلك.
على هذا الإيقاع عاشت مدينة الرشيدية الصيف الماضي. لوحات في قمة التعبير عن الحرمان و الإقصاء و التهميش الممارس في حق ساكنة المغرب العميق. فعلى حين استبشرت الساكنة خيرا باحتضان مدينتهم لهذه “المعلمة ” التي ضلت حكرا على باقي المدن، أدرك شهر زاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. توقفت النافورات و انطفأت الأضواء و انتحرت الموسيقى و تحول المكان إلى ما يشبه غزة بعدما قام المقاول بتسييجه من جديد لأسباب غير معروفة.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع النافورات الثلاثة يندرج ضمن مشاريع التأهيل الحضري لمدينة الرشيدية الذي دشنه الملك محمد السادس سنة 2009، أي منذ ما يقارب خمس سنوات. و كان تاريخ الأمر ببداية أشغال بناء النافورات هو :28-03-2012 ، كما أن دفتر التحملات الخاص بهذه الصفقة حدد مدة الإنجاز في ستة أشهر، بمعنى أن تاريخ التسليم كان من المفروض أن يكون يوم : 27-09 -2012. لكن ومع كامل الأسف، فبعد مرور ما يقارب سنتين عوض ستة أشهر لازال الوضع على ماهو عليه .
يا ترى من المسؤول عن هذا الوضع ؟ وكيف لمشروع تم استلامه و أقيمت له الحفلات و الأعراس ثم عاد للنقطة الصفر ؟ في مارس من سنة 2013 أقيم حفل بهيج بمناسبة إعطاء انطلاقة بدء تشغيل نافورتين بشكل رسمي، من طرف رئيس المجلس البلدي وبحضور السلطة المحلية وبعض جمعيات المجتمع المدني و عـدد من ساكـنة المدينـة، توج بتصريح رسمي لرئيس المجلس البلدي على القناة الثانية . إلا أنـه وبعد مرور مـدة قصيرة فوجئ سكـان المدينة بإغلاقـها وتسييجها من طرف المقاول المكلف بالأشغال لأسباب لا يعلمها إلا الرئيس . ليبقي الوضع على حاله حتى بداية شهر يونيو 2014 ، حيت لوحظ أن الأشغال بدأت تتحرك بعض الشيء بالنسبة للنافورة الكائنة قرب مطار الرشيدية، و معالمها بدأت تتغير، كما تحول شكلها بزيادة صهريج جديد. مما يطرح أكثر من سؤال عن مصداقية وكيفية الاشغال و مدى الالتزام بمقتضيات دفتر التحملات .
بعد البحث عن الاسباب الغامضة تبين أن الاشغال التي أنجزت سابقا تتنـافى مع دفتر التحملات المصـادق عليه و الذي تم اعتماده كعقد بين البلدية صاحبة المشروع و المقاولة المكلفة بالانجاز و أنه تم التحايـل على المشروع بتغييــر محتواه و اعداد ملحق للصفقة باعتماد تلك التغييرات رغم انجازها سابقا، الشيء الذي يتنافى وقانون الصفقات.
لذى وللكشف عن شفافيـة ومصداقيـة و حقيقة ما يجري في صفقـات بلدية الرشيدية، نلتمس من السلطات المعنية الفحـص والتدقيـق في الصفقات الحاليـة و صفقات التأهيـل الحضري التي عرفت تغييـرات في مكـان انجـازها أوفـي جداول أثمانـها و في مـدة انجـازها والتي كانت موضوع شكايات أو انتقادات بعض أعضاء ونواب رئيس المجلس البلدي للرشيدية خلال الدورات العادية للمجلس.
