جديد انفو - الرشيدية / متابعة
انعقدت، الجمعة 27 ماي الجاري بالرشيدية، محطة جهة درعة تافيلالت من المناظرات الجهوية حول المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بهدف بلورة توصيات لإرساء جامعة مغربية مستدامة ومتجددة.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عبد اللطيف ميراوي، خلال افتتاح هذا اللقاء، إن الخيارات الاستراتيجية الكبرى المؤسسة للمسار التنموي الجديد بالمغرب، تستدعي إعطاء أولوية كبرى لإعداد الرأسمال البشري.
وأوضح السيد ميراوي خلال اللقاء، بحضور والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، السيد يحضيه بوشعاب، ورئيس مجلس الجهة السيد اهرو أبرو، وعمال أقاليم تنغير وميدلت وزاكورة، ورؤساء بعض الجامعات، والبرلمانيين ورؤساء الجماعات الترابية، وفعاليات تربوية واقتصادية، أن ذلك يروم دعم تنافسية الاقتصاد الوطني والرفع من قدرته على خلق مزيد من القيمة المضافة وفرص شغل ذات جودة وتعزيز أسس العيش المشترك وتقوية الرابط الاجتماعي.
واعتبر الوزير خلال هذه المناظرة، المنعقدة تحت شعار “معا، من أجل نموذج جديد للجامعة المغربية”، أن هذه الأهداف الكبرى تشكل المرتكزات الرئيسة للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتي تتضمن أربعة محاور استراتيجية مترابطة، إذ يتعلق المحور الأول بتطوير عرض تكويني يواكب متطلبات العصر، باعتماد أحدث المقاربات البيداغوجية، وإيلاء أهمية قصوى لتطوير المهارات الذاتية والأفقية.
ويهم المحور الثاني إرساء بحث علمي بمعايير دولية، يستند على الأولويات التنموية الوطنية ويستمد ديناميته من جيل جديد من طلبة الدكتوراه، مع وضع برامج للحركية الوطنية والدولية.
ويتضمن المحور الثالث الارتكاز على أنماط جديدة من الشراكات بين الجامعة والجهة والنسيج السوسيو-اقتصادي للتعبئة الكاملة لإمكانات المجالات الترابية، بغية تحويلها إلى فرص اقتصادية واعدة مدرة للثروات ولفرص الشغل، ومعززة للإدماج الاجتماعي والاستدامة البيئية، في حين يهم المحور الرابع تجويد حكامة المؤسسات الجامعية والرفع من نجاعتها قصد إرساء استقلالية الجامعة على أسس صلبة ومستديمة.
وأبرز أن هذا اللقاء يشكل فرصة لإلقاء الضوء على الدور المحوري للجامعة كفاعل رئيسي في تحويل مؤهلات جهة درعة تافيلالت إلى فرص حقيقية للدفع قدما بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في انسجام مع اختيار الجهوية المتقدمة.
واعتبر السيد ميراوي أن تحقيق هذا الهدف المنشود يتطلب الانتقال إلى نموذج جديد للجامعة المغربية بإمكانه تكريس التميز الأكاديمي والعلمي وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوطني والترابي.
من جهته، قال رئيس جامعة المولى إسماعيل، السيد الحسن سهبي، إن “التحاق المغرب بركب الدول المتقدمة رهين بالدرجة الأولى باعتماده على اقتصاد المعرفة، الذي يجب أن يمر وجوبا عبر النهوض بالتكوين والبحث العلمي والابتكار”، مضيفا أن سنة 2020 عرفت مع جائحة كوفيد-19 تأكيدا لهذا الاختيار الاستراتيجي.
وأوضح أن هذا الاختيار تكرس عبر توصيات النموذج التنموي الجديد الداعي إلى التأسيس لرأسمال بشري معزز وأكثر استعدادا للمستقبل، ومجالات ترابية قادرة على التكيف لترسيخ فضاءات تنموية مندمجة ومستدامة.
واعتبر أن الإصلاح النوعي لمنظومة التعليم العالي لن يتحقق بدون تحقيق نوع من المواءمة بين وظائف الجامعة ومتطلبات محيطها الاقتصادي والاجتماعي والترابي.
وذكر بأن المناظرات الجهوية، التي أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تهدف إلى اعتماد مقاربة تشاركية واسعة النطاق من أجل تعبئة الذكاء الجماعي، عبر إشراك كل الفاعلين والمهتمين بالشأن الجامعي داخل الجامعة وخارجها، لاسيما تكريس المقاربة الترابية في إرساء تصور يكرس لنموذج جديد للجامعة المغربية.
وأضاف أنه “لتحقيق هذا المبتغى وحرصا منه في إنجاح هذا المسلسل التشاوري، باشر القطب الجامعي لجهة درعة تافيلالت، سلسلة من اللقاءات التشاورية مع كل الفاعلين بالجهة، حيث تم عقد اجتماعات جادة وهادفة مع العديد من الهيئات”.
من جانبه، أكد والي جهة درعة تافيلالت وعامل إقليم الرشيدية، أن هذه المناظرات الجهوية تهدف إلى تعزيز الشراكة بين مختلف الفاعلين المعنيين لضمان نجاح هذا الإصلاح، بوضع نموذج جديد للجامعة المغربية القادرة على مواجهة تحديات التنمية بالمغرب.
وذكر أن جهة درعة تافيلالت زاخرة بالكفاءات في مختلف المجالات، وقادرة على المساهمة، بشكل فعال، في المخطط الوطني لتسريع التحول في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأشار إلى أن هذه المناظرات الجهوية تشكل فرصة لجميع الفاعلين المعنيين بجهة درعة تافيلالت للمساهمة في الجهود الرامية إلى رسم الخطوط العريضة لسياسة جديدة تهدف إلى أن تتوفر المملكة على جامعة متجددة ومستدامة تتكيف مع احتياجات الطلبة والمجال الترابي، في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية في هذا المجال.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، بتنظيم هذا اللقاء الذي يتوخى دراسة سبل وآليات إحداث نموذج جديد للجامعة المغربية وإرساء أسس خطة وطنية لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأضاف السيد أبرو أن الأمر يتعلق أيضا بتبني مقاربة جديدة للشراكة بين الجهة والجامعة بغية تحقيق تنمية متكاملة ومستدامة.
وقال إنه بالنظر إلى إمكانياتها الكبيرة من حيث الموارد البشرية والطبيعية، فمن المتوقع أن تشهد جهة درعة تافيلالت تطورا كبيرا في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وتمت برمجة أربع موائد مستديرة ضمن برنامج هذه المناظرة الجهوية، من أجل تعزيز التبادلات بين مختلف الفاعلين المعنيين حول مواضيع تهم “المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لتكريس التنمية الجهوية”، و”ترسيخ الاندماج الاقتصادي والتنافسية”، و”ترسيخ الاندماج الاجتماعي والتنمية المستدامة”، و”التميز الأكاديمي والعلمي”.







المصدر: و.م.ع