زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

تنوع الأمثال وتكثر الحكم بجهة درعة تافيلالت ،فتحمل هذه الامثال قيما ومعاني عميقة تصدر من أشخاص ليسوا بالضرورة علماء، أو مفكرين، أو ذوي ذكاء خارق، بل هم أشخاص  بسطاء 'عاديون ' مألوفون عاركوا الحياة وعاركتهم، وعاشروا أصناف متعددة من البشر فنسجوا بالكلام  المرصع الدقيق والموجز تجاربهم زجلا، و نثراً بعبارات دالة قصيرة، تعبر عن خبرتهم العملية بالحياة، وهي صالحة لكل زمان ومكان وبكل لغة  .

وعبارة " ندير معاه صواب  "  رغم انه " ما يستاهلش " ظاهرة  سلوكية منتشرة في الكثير من القرى والمدن  المغربية  ومتداولة بين الناس جميعا وتخبئ  كلاما مسكوتا عنه مفاده ان المخاطب لا يستحق  المجالسة  او حتى السلام  لكن واقع الحال والعلاقات الاجتماعية المبنية في كثير من الأحوال على المداهنة  ،وتجنبا للإساءة المكشوفة الجارحة وللعلاقات المتجذرة او للنسب او المكانة فان المرء  يدوس على النفس من اجل لحظة من اللحظات   حتى تمر .

يلجا المرء لاصطناع " الصواب " تحت ضغوط اجتماعية  ونفسية والتمظهر بالخير غير المتأصل في الناس لان الأصل فيهم هو الشر وانما  يحدث اصطناع الخير خوفا من عواقب ذاك الشر حسب الفلاسفة الاغريق ،واصطناع الصواب هو نوع من النفاق الذي تنبني عليه العلاقات  المجتمعية ،والعبارة كثيرة التداول في المناسبات والأعراس وتنتقل من صيغة الفرد للجماعة " نديرو معاهم الصواب "  بمعنى انهم لا يستحقون ما نفعل لكن القرابة او الزمالة تفرض هذا النوع من التعامل ولو مرحليا.

"ندير معاه الصواب  "او "نديرو معاهم الصواب "هي نوع من المعاملة الرديئة  المغلوطة التي تجبر الخواطر وتزداد يوما بعد يوما لفساد القيم الاجتماعية والتربوية  والنفسية نظرا للتحولات الحداثية التي حصدت كل شيء والكل يستعمل العبارة  ويمارسها سلوكيا كل يوم في المقاهي وفي بيت الزوجية وفي العلاقات العائلية اوفي العمل  حفاظا على العلاقات ولو نفاقا ..والله اداوي الحال.