جديد انفو /الرشيدية

يعد الماء من ضرورات الحياة الملازمة لوجود الكائن الحي عامة والإنسان خاصة، لذا دأب سكان المناطق الجنوبية على منحه أولوية في حياتهم اليومية والمعيشية على طول السنة، وفي الصيف على وجه التحديد، ولعل ما يدل على ذلك التصدق بالماء لعابري السبيل. فمن بين العادات التي توارثتها الأجيال في هذه المناطق الحارة عادة؛ التصدق بالماء، فنجد أن أغلب سكان الجنوب يعبئون الماء في آنية فخارية يضعونها أمام منازلهم أو على جنبات الطرق، ليجدها كل عابر سبيل أمامه.

والماء في سبيل الله ‘ الله ارحم والدينا او والديك امول سبيل‘ هي عبارة الفها المترددون على السوق الشعبي التاريخي بالريصاني بتافيلالت يرددها الكراب ‘ المزوار ‘ رحمة الله عليه ومن خلفه في المهنة وهي التصدق ب ‘ garba' من الماء في كل يوم سوق جودا واحسانا وبصوت مرتفع يردد العبارة لجلب المنفعة للناس والخير للوالدين وتعليم الناس الصدقة والمنفعة في سبيل الله رغم المعاناة في جلب هذه المادة من مكان بعيد بعدما شح المطر في السبعينيات وبداية الثمانينيات. 

المفارقة العجيبة في الأمر أنه رغم صعوبة الحصول على الماء في بعض المناطق إلا أن طابع الجود به يغلب على أهلها، فإن زرت الجنوب الشرقي ستكتشف هذا الطابع الخاص لساكنة المنطقة. 

هكذا كان الإنسان يعيش منذ القدم بهذه المناطق ولا يزال واع بأهمية الماء ومقدرا قيمته التي لا ثمن لها.