جديد انفو- تازارين  - متابعة

منذ مطلع هذا الأسبوع انطلقت ببعض الزوايا بتازارين ،سيدي عمر، ايت سيدي علي ،ايت مولاي بوعزة، ايت سيدي عبد الرحمان...،الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف ،وهي مناسبة تشهد فيها هذه الزوايا نشاطا ملحوظا ومتميزا بين مرتديها الذين يؤمنون ويتاثرون بالطقوس والعادات التي تمارس في إحياء مثل هذه المواسم ،وهم الذين يرون في ذلك عيدا للزوايا والطوائف الصوفية ،يجتمع فيه رواد الطائفة لإقامة حفلاتهم ،تتناوب خلالها أصوات الدفون مع إلقاء القصائد في تمجيد الله ورسوله ،والرقص الصوفي المتمثل في الحضرة والجدبة ،باعتبارهما أداة فعالة في تحقيق المقاصد الصوفية.

في مقابل ذلك نلاحظ في السنوات الاخيرة ،أن هناك الكثير من ابناء المنطقة ممن يعارضون مثل هذه الاحتفالات ،بدعوى كما يقولون بأنها بدعة ،حيث لم يسبق للرسول الأعظم صل الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة رضي الله عنهم أن احتفلوا بها في زمانهم ،معتبرين أن كل ما يمارس فيها من طقوس وعادات ،ما هي إلا من أعمال الشيطان وتشويه للسمعة الطيبة التي تحظى بها المنطقة في عيون الناس ممن لا يسكنونها.

أما الطرف المؤيد لهذه الاحتفالات الموسمية فيرى بأنه لا يخلو أي مجتمع قبائلي من أعياد ومواسم ومناسبات احتفالية يتم إحياؤها في مواعيد سنوية محددة ، فهذه الأعياد والاحتفاليات في نظرهم لا تمثل إلا تقليدا شعبيا تتجلى فيه مظاهر الفرح والابتهاج والترويح عن النفس ،بل تمثل للبعض محطة يودعون فيها الهموم والأحزان ولو بشكل مؤقت ،كما تتمظهر فيها ممارسات يختلط فيها الديني بالاجتماعي والمقدس بالدنيوي والروحي بالمادي ، وهي من جهة أخرى مناسبات جليلة تساعد على تقوية التراحم والتواصل الاجتماعي المادى والمعنوى ،مما يزيد من تماسك المجتمع وتقوية بنيانه وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراده.

وأمام هذه الخلافات المتباينة التي سجلت بين المدافعين والمعارضين لهذه الاحتفالات ،لا يجب أن ننكر الجانب الايجابي لمثل هذه المواسم والذي يتمثل اساسا في الرواج الاقتصادي المنقطع النظير الذي تعرفه المنطقة في مثل هذه الفترة من كل سنة ،رواج يساهم بشكل كبير في تحريك عجلة اقتصاد تازارين ،تستفيد منه شريحة مهمة من المجتمع (الباعة المتجولين ،أصحاب المقاهي والنقل العمومي واصحاب المحلات التجارية...) ،مما يجعلها تحسن من وضعيتها الاجتماعية.