زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
شحت الأمطار بالجنوب الشرقي من جديد رغم الثلوج في بعض الاعالي القريبة بالبصر، وتضاعفت معاناة المغرب العميق في ظل فقر مستدام ،التعب والعُري أعيى الرحل والفقراء، والتفاوت الاجتماعي تنامى بشكل كبير حيث غارت الآبار وضن العيش بالواحات والمراعي .
حال الرحل هذا العام مستعص، هجر الكثير منهم الشعاب لمناطق بعيدة علَّ أرضها تجود كلأ ، سافروا بوجه عبوس كظيم ومتعب، بين أودية جافة ورمال بها أثر زحف زواحف كثيرة ،تخرج من حين لاخر تكسر فترة السبات بحثا عن طعم مستساغ ولو من ابناء عمومتها.
رحل في عمق الاودية بالمغرب بين كولميمة والرشيدية وبين الرشيدية وبودنيب وبفيافي الصحراء بالحدود بين الطاوس ومرزوكة لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، أو على مطية دواب ضامرة من البغال والحمير والابل ..قطيعهم يتهالك يوما بعد يوم ، ضرعها قل لبنه وزبده ولا عائدات من بيع الأسواق ،ولا دخل قار، ينتظرون متى ستمد اليهم الأيادي بعض الدعم من الأعلاف ما قل منه أو كثُر، يستيقظون بكرة، ويسوقون ماشيتهم ربما تجد نبتة شوكية تم نسيانها في الطريق الذي حفظته يوميا، لتعود في المساء أدراجها ضامرة جائعة ولا حل غير بيع بعضها ليشتري بثمنها ذاك الراعي طحينا وزيتا او علفا وشعيرا للقطيع المتبقي، وكل أسبوع يتحسر رب الاسرة لعدد ماشيته الذي يقل يوما بعد يوم ، ولا خيار له، ولا لجيرانه غير الموت اليومي بالتقسيط .
الكثير من أبناء الرحل بالجنوب الشرقي بين الرشيدية وكولميمة، والرشيدية وبودنيب ،وبعمق الصحراء بمرزوكة والطاوس وسيدي علي وزاكورة ولمحاميد ، لا يدرون من عالم الطفولة غير الأحلام ، ترى الراعي الطفل منهم يحمل عصاه الطويلة المدورة الرأس، كالتي يستعملها سائقو السيارات، تحسبا للمخاطر، ويستعملها المسكين في ضرب نوع من النباتات الصحراوية " المكورة" ذات اللون الأخضر، بكل جهده ليفتتها للقطيع الذي يلتف حوله والوضع يستوجب حقا خطة استراتيجية قابلة للتنزيل وتنظيم قوافل مساعدات إنسانية وقوافل طبية لإغاثة هؤلاء الرحل في هذا الوضع المتأزم من الغلاء والجفاف والغلالء والبرد وقلة ذات اليد.
الجمعيات المتطوعة التي يمكن ان تبحث عن هؤلاء تراجع تطوعها لسبب من الاسباب كانت تعين وتقدم الملابس ولو كانت مستعملة عملها فيها احسان كبير وعتق الفقراء لكن للاسف اعتبر البعض ذاك العمل نوعا السعاية ونوعا من العمل غير المجدي وفيه اهانة وانهال عليها محسنون من نوع اخر بالنقد اللاذع ومن الكلام ما يفتق السمع وقل ذاك الاحسان بشكل كبير في انتظار غيت السماء الذي يعطي بدون حساب ولا رقيب.