زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

رُحل الجنوب الشرقي المغربي تحت رحمة الله بعدما شحت الامطار وقلت التساقطات وتضاعفت معاناتهم  في ظل فقر مستدام، حالهم هذا العام مستعص، بالكاد يتنفسون ولا على لسان الحال غير الحمد والشكر طعامهم بسيط جدا وكسرة خبز او ملعقة من الكسكس تفي بالغرض في ظل ظروف عيش قاسية بين الجبال والاودية والمنحدرات .

رحل في عمق الاودية  بالمغرب وبفيافي الصحراء بالحدود بين الطاوس ومرزوكة لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام، يستقبلونك بالترحاب وأغلى ما يقدمونه لك ضيافة هو الشاي بالطريقة التقليدية والذي يستغرق اعداده وقتا طويلا من الانتظار فان كنت على عجل فقد تفوتك المناسبة فبجانبهم تجاهل الزمن وانسى زحمة الحياة ووسع صدرك لثقل الحياة ولا تسرع في اي شيء لتاخذ شحنة كبيرة وطاقة ايجابية من الصبر وباستعمال الماء كن مقتصدا  ومدبرا حتى في الوضوء وهم خير نموذج للحفاظ على الماء دون وصلات اشهارية، اما قضاء الحاجة فهي في الخلاء طبعا .

قطيعهم يتهالك يوما بعد يوم ، ضرعها قل لبنه وزبده  ولا عائدات من بيع الأسواق ،ولا دخل قار،  يستيقظون بكرة، ويسوقون ماشيتهم  لتعود في المساء أدراجها ضامرة .
كاس شاي معهم  قد يغنيك وقد يبعدك عن صخب الحياة ورغم كل ذا وذاك فهم قانعون ومقتنعون بما قدر الله وما وهب.