جديد انفو / متابعة

في بادرة تعد الأولى من نوعها على مستوى القنيطرة، تم افتتاح أول ملجأ لإيواء الكلاب التائهة وانتشالها من الشارع وتحييد خطرها على سلامة المواطنين، حيث نجحت الجمعية الوطنية لتربية وترويض الكلاب خلال أربعة أشهر فقط من بدء عملية جمع الكلاب في التخفيف من حدة استفحال ظاهرة انتشار هذه الحيوانات بالمدينة وجمعت أزيد من 300 كلب ضال وخصصت قطعتها الأرضية على امتداد 5 آلاف متر مربع، لتكون فضاء رحبا يحمي هذه الكائنات ويوفر لها الرعاية والتغذية والعلاج والإيواء.

هذه المبادرة لم تكن لترى النور لولا الحاجة الملحة التي شعر بها سعيد شكاح، رئيس الجمعية، المولع بتربية الكلاب منذ صغره والمتخصص في ترويض الشرس منها، لمساعدة الكلاب الضالة عن طريق توفير ملاذ آمن لها يحميها من أذى الشارع، خاصة وأن القنيطرة تفتقد للملاجئ المخصصة لاستقبال الكلاب الضالة وتعرف استفحالا كبيرا لظاهرة انتشار جحافل الكلاب بمختلف مناطق المدينة، وهو الأمر الذي يؤرق بال السكان ويقض مضجعهم ويبث الخوف في نفوسهم كما أضحى يشكل أبرز المعضلات التي تواجه القائمين على الشأن المحلي بالقنيطرة وتستدعي تضافر الجهود والبحث عن حلول بديلة لمكافحة ظاهرة انتشار الكلاب والحيوانات الضالة.
وفي هذا الصدد، قال شكاح في تصريح صحفي إن الجمعية ارتأت التبرع بمقرها الكائن بمنطقة العصام حيث تتم تربية الكلاب الأليفة وتطويعها، وباشرت بشراكة مع المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي للقنيطرة عملية جمع الكلاب الضالة بالاستعانة بـ 25 شابا مستفيدا من برنامج أوراش لجمع أكبر عدد ممكن من الكلاب ووضعها بالملجأ الجديد، موضحا أن عملية جمع الكلاب تبدأ من الساعة الرابعة بعد الزوال إلى الثالثة صباحا، وهو الوقت الذي يشهد توافدا أكبر للكلاب الضالة على مختلف مناطق المدينة خاصة أحياء وسط المدينة وبير الرامي وولاد وجيه والساكنية، التي يتم فيها تكثيف حملات البحث عن الكلاب الضالة وانتشالها باعتبارها نقطا سوداء، مشيرا إلى أن ما يقارب 30 كلب ضال يتم انتشاله من الشارع يوميا ووضعه بالملجأ.
ولم يفت شكاح أن ينبه في معرض حديثه أن عملية جمع الكلاب تقتصر على الفترة الليلية كذلك لسبب آخر يتجلى في تجنب الاحتكاك بالمواطنين الرافضين لعملية جمع الكلاب اعتقادا منهم أنه سيتم قتلها أو تجويعهم بالمحجز البلدي ويفضلون تركها بالشارع، لاسيما بعد انتشار مقطع فيديو، يدعي أصحابه أنه يعود للمحجز البلدي، بمواقع التواصل الاجتماعي، أظهر مجموعة من الكلاب التي تم انتشالها من الشارع في وضعية كارثية حيث برزت عظامها من شدة الجوع، مما أثار سخطا كبيرا في صفوف السكان والمدافعين عن حق الحيوان في العيش بسلام، مؤكدا في هذا الصدد أن الهدف الأسمى للجمعية هو توفير الحماية الشاملة للكلاب الضالة ومنحها للأسر الراغبة في تربيتها والعناية بها أو أصحاب الضيعات الفلاحية المتواجدة بمنطقة الغرب لاستغلالها في الصيد أو الحراسة.
واستطاعت الجمعية بمساعدة جماعة القنيطرة تسييج الملجأ وتقسيمه إلى جناح مخصص لإناث الكلاب وآخر لذكورها بهدف منع تزاوجها والحد من تكاثرها، كما منح المجلس معدات وشباك لاستعمالها في القبض على الكلاب الضالة، غير أنه يحتاج لمزيد من التبرعات لتغطية تكاليف تغذية أزيد من 300 كلب، والتي تحتاج يوميا لما يقارب 600 كيلوغرام من اللحوم توفرها الجمعية معتمدة على تمويلات ذاتية، كما تسعى إلى تطوير عمل الملجأ وتوسيعه ليشمل أكبر عدد ممكن من الكلاب للمساهمة في مكافحة ظاهرة انتشار هذه الحيوانات الضالة وتحييد خطرها من الشارع.
من جهته، أكد الحسين مفتي، نائب رئيس المجلس الجماعي للقنيطرة، في تصريح مماثل أن التقائية أهداف وأولويات الجماعة والعمل التشاركي مع مختلف المتدخلين من منتخبين وهيئات المجتمع المدني والمواطنين لمواجهة الإشكاليات التي تعرفها المدينة يساهم بشكل كبير في تحقيق النتائج المرجوة. مشيرا في هذا الصدد، إلى أن اتخاذ تدابير لمكافحة ظاهرة انتشار الكلاب الضالة ليست وليدة اللحظة وإنما توجه اتخذه المجلس منذ انتخابه على عاتقه وارتأى في هذا الشأن العمل بتنسيق مع الجمعيات المتخصصة في تربية وترويض الكلاب والاستفادة من خبرتها لإيجاد حل بديل تجلى في توفير فضاء لإيواء الكلاب ورعايتها.
وأشار مفتي إلى أن هناك إمكانية لتطوير هذا المشروع وانفتاحه على شركاء آخرين لاسيما المرتبطين بالقطاع الفلاحي من أجل مباشرة عمليات تعقيم الكلاب ومنع تكاثرها للحد من انتشارها المهول في طرقات المدينة حفاظا على سلامة المواطنين.