جديد انفو- الرشيدية  / متابعة

ككل سنة، يحل شهر رمضان المبارك بأجواء روحانية يرتقي فيها المتعبد إلى أعلى مراتب الخشوع، ففيه تتطهر الأنفس وتصفو، غير أنه حلوله يعد فرصة للبعض من أجل الكسب وتلبية الاحتياجات اليومية.

فبمدينة الرشيدية، عاصمة جهة درعة تافيلالت، تزدهر العديد من المهن والتجارة الموسمية لتحول بعض أحياء المدينة إلى خلية مزدحمة من الباعة الجائلين.

هذه الحرف الصغيرة هي التي تؤثث سحر الشهر المبارك وتتمحور حول التقاليد والعادات والطقوس النابعة من تراث متجذر في الذاكرة الجماعية، يعكس غنى ثقافي متفرد وتراث طهي لا يضاهى.

ومن بين هذه المهن “المؤقتة”، نجد على وجه الخصوص بائعي التمور ، ومعدي الإسفنج التقليدي، وبائعي “الكحل والسواك” وخياطة الجلابيب، وحرفيات التجميل لتزيين الفتيات الصائمات لأول مرة ومعدات “الشباكية، وورق البسطيلة، والملوي، والخبز الدسم أو أغروم تادونت”.

ووسط مدينة الرشيدية، تصدح صيحات الرجال والنساء الذين يعرضون بضاعتهم ب”سوق لخميس” لإثارة اهتمام المتبضعين.

وقال إدريس، وهو رجل خمسيني، بائع للتمور والبهارات، بابتسامة تواصلية، والذي وجد ضالته في هذه المهنة الموسمية، إن الطلب مرتفع على التمور خلال هذا الشهر الفضيل، خاصة “المجهول” ، وهو نوع من التمور الأكثر قيمة غذائية لدى الساكنة المحلية.

وأضاف إدريس، في تصريح لقناة إم 24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، “بيع التمور، المجهول على وجه الخصوص، يجلب لي دخلا مهما مقارنة بالمنتجات الأخرى (البهارات ، المكسرات ، اللوز ، إلخ)، مشيرا إل أن هذه الفاكهة أساسية عند الإفطار بالنسبة للمغاربة.

أما أحمد، وهو بائع “الشباكية” و “السفوف”، فيقول إن هذه الأطايب التقليدية التي تزين موائد الإفطار تعرف إقبالا متواصلا خلال شهر رمضان.

وأضاف هذا الشاب الثلاثيني، الذي يعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد ، “لا أتردد في الاستعانة بعمال من أجل الاستجابة للطلب المرتفع على هذه المنتجات خلال هذا الشهر”، مضيفا أنه يستعد قبل شهر من خلال جلب المواد الأساسية المطلوبة والمعدات اللازمة لتحضير “السفوف” و “الشباكية”.

وبالإضافة إلى الأطباق الشهية واللذيذة التي تزين مائدة الإفطار في رمضان، تعرف جهة درعة تافيلالت أيضا إقبالا على اقتناء الملابس التقليدية خلال هذا الشهر الفضيل.  وتعكس هذه الملابس عادات وتقاليد الأجداد الراسخة في المجتمع المغربي، خاصة في هذه الجهة.

ويشير إبراهيم، وهو بائع للأقمشة والملابس التقليدية، إلى أن الشهر الفضيل يعرف إقبالا ملحوظا للزبناء على الجلابيب بجميع أنواعها.

ويوضح قائلاً: “لم يتوقف الطلب عن الارتفاع منذ بداية شهر رمضان. وهناك إقبال خاص على الجلابيب من الزبناء الذين يرغبون في أداء صلاة التراويح بالمساجد”.

ومن الواضح أن تنوع تقاليد وعادات جهة درعة تافيلالت يبرز بشكل جلي الغنى الثقافي للمغرب، بالنظر إلى أن قدوم الشهر الفضيل هو حدث ديني واجتماعي بامتياز، لكنه يشكل أيضا مناسبة لتسليط الضوء على تنوع العادات والتقاليد المحلية.

المصدر: و.م.ع