زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

في تجوال يوسف باحدو بصحراء مرزوكة بالجنوب الشرقي  في رحلاته السياحية  المحفوفة بمخاطر لدغات الافاعي والعقارب صيفا ومحفوفة بلدغات البرد والرياح الهوجاء  شتاء بمكان يتطلب  ان يكون فيه المرء  صلبا قويا ،صادف يوسف في الخلاء شيخا كهلا من الرحل أضنته الحياة  واتعبه الكد  سنين طويلة  بين الرمال والاشواك والزواحف وجده وقد دمعت عيناه  ألما وحرقة ولهبا والتهابا وانكسرت نظراته ..ألم بالليل وصبر وتجلد بالنهار ودمعه ابى ان يكف مطره وسيلانه على الخد ...في اول سلام مع يوسف قال هل لديكم ' تقطيرة للعين او دواء ' فقد اتعبتني عيني واوشكت ان تبيَض وقد طال الامد وقطرت كل شيئ مفيد بالتواتر من الشاي الى الزيت وماء الشجيرات الشوكية بعد غليها دون جدوى .

اسرع يوسف لسيارته واحضر دواء جاد به احد السياح  به عليه وخبأه لمثله هذه المواقف.. تمدد الرجل على الرمال فتح عينه بالكاد قطر يوسف وسمع حنحنة عميقة  من الرجل قال يوسف ' هل احسست بألم عمي سكت وسكن وهدأ الرجل مدة وكأن الرحمة نزلت بالعين قال 'الله يرضي عليك  هي حارة ومادامت كذلك فهي جيدة '...

جمع  الرجل الوقفة ونفض ما علق به من حبات الرمل واثنى على يوسف بعد ان منحه ما تبقى من الدواء ليعاود الفعل بالخيمة ليلا ..

عجب كيف ينتقل فعل الخير فقد جاد الزمان بسائح جوال جواد بالصدفة  فجاد على يوسف بكمية من الدواء  ليجود به بدوره على الاخرين والحياة دوامة ودوارة اليوم تحط الرحال هنا ومرة هناك وتستمر الحياة .

افترقا الرجلان واستمرت رحلة كل واحد منهما حسب المبغى والمبتغى والقصد والمقصد  وهما جوابان بين الأشباح والاصداء يهتكان حجاب الصمت  في رقة وحياء وتأسف  وحذر  بعيدين عن اللغو والضوضاء  ورعشة الأضواء .

.