جديد انفو - متابعة

حقق النظام الصحي الجماعاتي المتعلق بصحة وتغذية الأم والطفل، الذي أحدثته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ سنة 2021 بالجماعة الترابية أملاكو (إقليم الرشيدية)، نتائج ملموسة من حيث تحسين المؤشرات الصحية المتعلقة بهاتين الفئتين.

ومكن هذا النظام، الذي تم إرساؤه في إطار اتفاقية بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية واليونيسيف والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من تحسين المؤشرات المتعلقة بصحة الأم والطفل بشكل كبير في هذه الجماعة، من خلال المساهمة في الحد من وفيات الأمهات والأطفال الرضع، وكذا تسهيل الولوج إلى الولادة في وسط مراقب وتحسين العرض من العلاجات الموجهة للأطفال حديثي الولادة.

وبالجماعة الترابية أملاكو، تم إطلاق النظام الصحي الجماعاتي بفضل اتفاقية شراكة وقعت بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالرشيدية، واللجنة المحلية للتنمية البشرية بدائرة كلميمة والجمعية النسائية لأملاكو للنهوض بالمرأة وصحة الأم والطفل.

وفي هذا السياق، يعمل حوالي عشرين شخصا من الوسطاء الجماعاتيين، تم تعيينهم من قبل الجمعية على مستوى الدواوير والقصور التابعة لأملاكو، على تحسيس وتوعية النساء المستهدفات في مجال صحة الأم والطفل، وكذا التنسيق مع المركز الصحي القروي المستوى 2 بالجماعة.

وباعتبارها دعامات حقيقية للنظام الصحي الجماعاتي، فإن الوسطاء الجماعاتيين يسهرون أيضا على توجيه النساء الحوامل واللواتي أنجبن، مع مواكبتهن نفسيا واجتماعيا.

وسلطت السيدة نورة هدي، رئيسة الجمعية النسائية لأملاكو للنهوض بالمرأة وصحة الأم والطفل، الضوء على النتائج “الإيجابية جدا” التي تحققت منذ إطلاق هذه المبادرة، من حيث تحسين المؤشرات المتعلقة بصحة الأم والطفل.

وذكرت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “قبل إطلاق نظام الوسطاء الجماعاتيين بأملاكو، حدثت العديد من الولادات في المنازل في غياب أشخاص مؤهلين قادرين على تقديم الخدمات الأساسية أثناء الولادة”، مشيرة إلى أن هذه الوضعية أصبحت من الماضي.

وأوضحت السيدة هدي أنه بفضل علاقة الثقة التي تم بناؤها بين ساكنة الدواوير والوسطاء الجماعاتيين، يتم الآن مراقبة مراقبة النساء الحوامل خلال فترة الحمل والتتكفل بهن أثناء الولادة بالمركز الصحي القروي من المستوى الثاني بأملاكو.

وأشادت بالدعم المستمر الذي يقدمه مختلف الشركاء، خاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لإنجاح هذا المشروع وتحقيق النتائج المرجوة من حيث تحسين الولوج إلى خدمات التغذية وصحة الأم وحديثي الولادة والرضع ونمو الأطفال.

من جهته، أكد عبد السلام كناني، عن قسم الشؤون الاجتماعية بعمالة إقليم الرشيدية، أن جهة درعة- تافيلالت من بين ثلاث جهات بالمملكة التي تتوفر على نظام الوسطاء الجماعاتيين المتعلق بصحة وتغذية الأم والطفل، الذي تم إرساؤه في إطار اتفاقية شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية واليونيسيف.

وأوضح أن هذا البرنامج يهدف إلى تحسين جودة خدمات الصحة والتغذية للأم والطفل والتغذية على المستوى الجماعاتي، عبر التواصل من أجل التنمية، وكذا المساهمة في تحسين المتابعة ما بعد الولادة والحد من وفيات الأمهات والأطفال.

وسلط السيد كناني الضوء على التقدم المسجل في المؤشرات المتعلقة بصحة الأمهات والأطفال بجماعة أملاكو منذ إطلاق هذا المشروع، وذلك بفضل التعبئة القوية لكل الفاعلين المعنيين.

وذكر أنه بالإضافة إلى العمل الذي يقوم به الوسطاء الجماعاتيون في مجال التوعية والتحسيس والتشخيص والمراقبة، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتجهيز المركز الصحي القروي من المستوى الثاني بأملاكو  وغيرها من المنشآت الصحية المماثلة على المستوى الإقليمي من المعدات والتجهيزات الطبية اللازمة، وكذا سيارات الإسعاف.

يشار إلى أن نظام الوسطاء الجماعتيين بأملاكو يروم تحسين صحة الأم والطفل من خلال تعزيز نظام الصحة الجماعاتي. وتغطي هذه الآلية الأنشطة المدرجة في إطار البرنامج الرابع من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.