زايد جرو – / جديد انفو
اشتدت الحرارة بالجنوب الشرقي طيلة اسبوع العيد رغم بعض القطرات المطرية المتفرقة التي تلطف الجو من حين لاخر ،فازدادت الحرارة تصاعدا ،وقد نبهت لذلك النشرات الإنذارية التي تُبث عبر القنوات ، بعض من ناس الجنوب الشرقي سيرحلون قريبا بحثا عن ندى البحر ،وبعضهم سيرحل بحثا عن ظلال وارفة بالأطلس ... وبعض من ساكنة المدن سيرحلون بدورهم هربا من برد طول السنة ،ورطوبة البحر التي كبلت عظامهم ومفاصلهم ،فقيدت حركاتهم المصحوبة بأنين الألم ،وسيشدون الرحال في هجرات جماعية عائلية أو فردية نحو حرارة الجنوب الشرقي لكَيِّ الروماتيزم وتسريع حركة سير الدم بالعروق.
الرمال تحرق الأقدام بمرزوكة وتشوي الأجساد واصحاب دور الكراء يستعدون بالتنظيف وتغيير بعض الافرشة واصلاحات من هنا وهناك لاستقبال الزوار التي ستتمدد بستر العورة فقط في لحود من الرمل ،من أجل حرارة طبيعية تحرك كل شيء في الجسد، ليخرج المرء من حمام الرمال فرحا يرتجف بردا ويُلوى في " كاشة " بنية اللون بخط أبيض على الجانبين ليدخل الخيمة ويشرب الشاي المصنوع من الأعشاب مرددا " الله على راحة " "اللهم منك الشفاء" وغيرها من الأدعية.
حمامات الرمال بمرزوكة يقصدها الرجال والنساء، وكل له مكانه الخاص في الردم فالنساء بدورهن تتمددن وسط لحود رملية بعد تجريب العديد من الأدوية ،والأعشاب الطبية ،والطب البديل للتخفيف من ألم المفاصل ،ولم تجدن راحتهن إلا تحت أشعة الشمس الحارقة وحرارة الرمال ،وستكررن الزيارة حسب تصريحات سابقة لبعضهن .
مرزوكة وحاسي البيض والخملية وكل المناطق المسيجة بالأحزمة الرملية ،الردم فيها يتم بواسطة رجال ونساء خبروا المهنة ،وشربوا لهيب الشمس صيفا طلبا للرزق ، بعضهم خضع للتدريب لإنقاذ الحالات الخطيرة وكيفية التعامل معها، وبعضهم يطالب ببطاقات خاصة للاستمرار في تقديم الخدمات ،والقطاع يحتاج للهيكلة والنظام ،فرغم ما تقوم به السلطات و الجماعة من حملات توعوية حول النظافة فالسياح والمستحمون بدورهم يجب أن يشاركوا في نظافة المكان حتى تمر مرحلة الردم ب " زيرو حوادث " وتكون الاستفادة متبادلة بين الزوار والمشتغلين في القطاع.
فيديو من الارشيف
ب