زايد جرو - تنغير / جديد انفو

الجنوب الشرقي في مثل هذا الوقت من عز الصيف يكون جحيما من اللهب المتطاير والرياح الصرصر العاتية، الحرارة تفوق الأربعين تحت الظل، العمال والمارون في جوف النهار يتكلمون بلا أصوات، والوجوه غارقة في العرق، الناس يستكملون الطريق فرادى وزرافات وفي دواخلهم معارك تؤلمهم كثيرا ولا يخبرون، يتذوقون مرارة العطش  منذ الشروق  حتى الغروب، المدن والقرى خاوية في عز النهار والمتسوقون والمتبضعون بالكاد ينطقون ينتظرون آذان المغرب ليملأوا البطون ماء، حيث  الزحام على الماء ويبقى الطعام للطعام فوق الموائد البسيطة في انتظار شحيح برودة قد تجود بها رياح الشمال ليلا.

لقد  تعلم سكان الجنوب الشرقي من جبالهم الصبر وتعلموا من بساط أراضيهم  سعة الصدر، ولا على لسانهم غير  كلمة الحمد لله  على ما أعطى وما وهب ... فيا أهل الشمال فانتم في قلوبنا ووسط رموش أعيننا  حاضرون، فإن ضايقتكم حرارة العشرين في مدنكم الضيقة وسط الزحام فمرحى بكم في حرارة الأربعين في الجنوب الشرقي داخل  بيوت طينية بسيطة، فنحن هنا رابضون قانعون  ومستورون . والحمد لله على  سعة جنوبنا، وعيون جنوبنا، وقلوب جنوبنا، وعطش جنوبنا  واللطف  منك يارب العالمين في هذا الشهر المبارك  شهر الرحمة والغفران.