جديد انفو -متابعة

أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته بتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين، والتكفل بالفئات الأكثر تضررا من زلزال الحوز، وتنفيذ مبادرات استعجالية للإيواء المؤقت، وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة في عين المكان، وفي بنيات مقاومة للبرد وللاضطرابات الجوية. فما هو النموذج المثالي في البناء الذي يناسب سكان هذه المناطق الجبلية؟

يعتبر عبد الله العلوي، أستاذ باحث والمدير السابق للتراث بوزارة الثقافة، أن هذا الزلزال مناسبة للنهوض والاهتمام بهذه المناطق القروية، وتمكينها من التنمية المستدامة، والأخذ بعين الاعتبار نمط حياتهم وفك العزلة عنهم، من خلال مشاريع وأنشطة اقتصادية تنموية تراعي خصوصياتهم.

ويوضح العلوي، فإن هذه التجربة مناسبة ومحطة مفصلية بالنسبة إلى هذه المناطق، ستشهد تطوير البناء وإدراج معايير التنوع.

ومن اقتراحات الأستاذ الباحث لتنمية السكن والمعمار في هذه المناطق، إدراج تقنيات حديثة مقاومة للزلازل من جهة، وتحترم تراثها من جهة ثانية.

وتقتضي هذه العلمية، وفقا للمصدر ذاته، الاعتماد على مادة الطين، التي تعتبر واحدة من أهم خصائص البناء في المساكن الجبلية، على أن يتم استخدام تقنيات تساعد في مقاومة الزلازل وتجعل المباني غير عرضة للتأثر بالهزات الارتدادية.

وفي هذا السياق، يشير إلى أن سكان القصبات والحضارات القديمة كانوا يستخدمون الطين في البناء، بفضل مقاومته للحرارة والرطوبة، غير أنهم، كانوا يستخدمون الأحجار في البناء، حيث كان طول وحدات الأحجار يتجاوز 80 سنتمترا، مما جعلها صلبة وقوية.

وأورد عبد الله العلوي، أستاذ باحث والمدير السابق للتراث بوزارة الثقافة، أن المغرب لديه نصوص قانونية تؤطر البناء المقاوم للزلازل، مشيرا إلى مرسوم تقنين العمارات الفنية 6.6.12.2، الصادر في 17 رجب 1434، والموافق لـ28 ماي 2013، والذي ينص على الموافقة على ضابط البناء المضاد للزلازل المطبق على المباني المنجزة بالطين.

ويطبق هذا النص القانوني على المباني التي تم تشييدها وفق التقنيات المحلية التقليدية، والتي يستعمل في دعامتها الأساسية الطين والقش والخشب وسعف النخيل والقصب، أو مواد مشابهة أخرى.