زايد جرو - الرشيدية /جديد انفو 

تبذل المؤسسات  المختصة لحماية الواحات من الحرائق بجهة درعة تافيلالت جهدا تستحق  عليه الثناء لكن للاسف قليلة هي المبادرة المدنية التي تنخرط بجد على مدار السنة وتضع اليد في اليد مع هذه المؤسسات  لوقف نزيف النيران التي تأتي على ما تبقى مما تركته التغيرات المناخية  حيث وصلت الواحات في السنوات الاخيرة المرحلة الإنذارية ولم تعد مسألة ظرفية فقط وان الخطر مركب على الإنسان وعلى الواحة والتوازن البيئ.

فالواحة فضاء  بيئي اقتصادي واجتماعي وإيكولوجي، وهي أمور مترابطة والمواطن  الواحي بدوره يجب أن يساهم في هذه الظرفية الحرجة بيئيا،وكذلك الفلاح يجب أن يدرك أن خراب الواحة يعني التدمير النسقي للسلم الاجتماعي بالمجتمعات الواحية بالجنوب الشرقي لان هناك حاجة عاجلة إلى أن تتم إعادة إحياء المنظومة الواحية، ضمن استراتيجية واضحة  عبر الحفاظ عليها وتنقيتها بشكل دوري، وأن نضع نصب الأعين أن المساحة الإجمالية للواحات كبيرة جدا، ويجب أن يكون تفكيرنا بحجم هذه الواحات تفاديا للخسائر المتكررة وتجنب الكوارث البيئية والبشرية بها.

وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الاركان  أحدثت، منذ سنتين، فوهات مائية بعدد من الواحات. كما وضعت لوحات تحسيسية لتجنب أسباب الحريق، وبرمجة العديد من المشاريع لتنقية أعشاش النخيل مع إعطاء الأولوية للمناطق التي تعرف حرائق متكررة بشكل سنوي، فضلا عن توزيع فسائل أنبوبية للنخيل بالمجان على الفلاحين المتضررين من الحرائق وكلها تدخلالت ايجابية على الوضع الواحي للمحافظة على هذا الموروث الطبيعي والايكولوجي.

جمعية مدرسي علو الحياة والارض بالمغرب انخرطت بدورها في مشروع ' لا للحرائق' بالواحات ادراكا منها باثر التغيرات المناخية على الفضاء الواحي وبخطورة الحرائق ،من اجل  التعامل مع الواحة  بعقلانية وتدبير المياه ومحاربة اثار الجفاف وكل مسبباب الحرائق بسياسة جديدة  ونموذج تدبيري جديد، حفاظا على التنمية  والاقتصاد الاجتماعي والتضامني حيث اجرت مقابلات مع الفلاحين بقلب  واحة بودنيب  في اطار تحسيسي مساهمة منها كفاعل بيئي تنموي لتحسيس  الساكنة بما يجب فعله عن قرب لتحقيق نتائج مستقبيلية تعود بالنفع على الواحة  وعلى الساكنة بالمنطقة.

رجدال ابراهيم فلاح بمنطقة بودنيب بتوسعة واد النعام  باقليم الرشيدية جهة درعة تافيلالت  يستحضر الواحة بشكلها التاريخي القديم وما آلت اليه حاليا بالقول : الواحة في فترة الثمانينيات والتسعينيات  كان كل شيء متوفرا بها ،عاش فيها الاجداد ومن خيراتها كبرنا ،وفي السنوات الاخيرة ونظرا للتغيرات المناخية من جفاف وقلة الماء وارتفاع درجات الحرارة كلها عواما ارجعت الواحة للوراء  حيث الأشجار بدأت تموت ولم يعد الاهتمام بها..' واضاف '  فخلقت اليبوسة لنا مشاكل كبيرة منها الحرائق وهجرة الشباب .'

ارجدال عاش هذه الحرائق عينيا حيث قال : ' بالنسبة لظاهرة الحرائق عشتها مرارا وقد تأسفت كثيرا لكون  هذه الاشجار التي عمرت طويلا والتي غرسها الاجداد  نراها تشتعل  ولا نستطع  الحفاظ عليها ، وتلك  غصة بالقلب دامت طويلا '.

وحول التدابير التي يجب على الفلاح القيام بها  بنفسه يضيف : ' وهناك امور يجب ان نقوم بها نحن اولا منها لا يجب رمي الزجاج والنفايات ،ولا بد من التنقية المستمرة كفلاحين وابناء الواحة وجمع هذه النفايات واعادة تثمينها ولا بد من احياء الواحة بالاعتناء بها ".

بولعيد يوسف فلاح  بواحة بودنيب قال ' في السنوات الاخيرة نعيش حرائق كثيرة ومتعددة ومختلفة المصادر وبالدرجة الاولى ربما الاهمال من النحن كفلاحين  ،وانطلاقا من نفسي  اننا لا نقوم بالتنقية ويجب ان نتعاون ونتكامل  ونضع اليد في اليد من اجل محاربة  آفة الحرائق  واناشد جميع الفلاحين ان يعتني كل واحد بواحته '.

حسن قنعيش فلاح بواحة بودنيب  بدوره يتحسر على واقع الواحة حاليا بالقول : ' الواحة القديمة كانت تسيرها العقلية الجماعية والعمل فيها يتم بشكل جماعي ونتعاون في تنقية الواحة وجني المحاصيل والزراعة..  ورسالتي اناشد الجميع والفلاحين والغيورين على الواحة باعتبارها ارثا حضاريا وتاريخيا انه لا يجب التفريط  فيها بهذا الشكل المأساوي ،واناشد الجميع ان يقوم كل من جهته بمجهوده لتنقية الواحة لانني اذا نقيت واحتي والاخر قام بذات الفعل فان الواحة ستصبح نقية ويعود لها بريقها السابق والقيمة التاريخية لها لانها ارث حضاري وتاريخي لا يجب التفريط فيه بهذا الشكل.'

لمرابط عبد الله فلاج ايضا بالواحة يتحسر كثيرا على مشاهدته للحريق الذي ينتقل من نخلة لنخلة في مشهد مأساوي  مؤسف ولا حيلة له كما يقول  : ' يوم اشتعلت النيران لظروف قد يكون الزجاج والاوساخ ولاهمال ..فاشتعلت النيران وزادت من انتشارها الرياح وبدأت تنتقل من نخلة لاخرى وتم اخبار السلطات لكنها لم تستطع اخمادها  بمعية الساكنة المتطوعة الا بصعوبة لانعدام الولوجيات وبدات النيرات تنتقل حتى توقفت من محض ارادتها...'ويضيف  في حسرة '  'أجري من هذا المكان لذاك والنيران تنتقل من شجرة لاخرى لا اله الا الله لقد غلبنا ليس لدينا وسائل لاطفائها.'

الفلاحون بدورهم ادركوا خطورة التغيرات المناخية وادركوا الاهمال الذي يسببه الفلاح نفسه لهذه الواحات كما طالبوا بالتعاون من الجميع مدركين ان هذه الواحات هي لكل الناس ويجب ان يقوم الجميع بما يلزم حفاظا عليها فالمسؤولية مشتركة وليست للمؤسسات وحدها ،بل على المجتمع المدني والواحيين ان يقوموا بدورهم تجاه هذه الواحات للتقليل من اثر التغيرات المناخية والحد من الحرائق او التخفيف منها على الاقل.

تفاصيل اوفى عن االحرائق بالواحات وما يجب فعله على لسان الفلاحين بواحات بودنيب في الربورطاج التالي: