زايد جرو - الرشيدية /جديد انفو
يواجه المغرب موسم جفاف كبير بعدما رحلت الأمطار عن أرضه وسمائه لأشهر عديدة؛ وهو ما سيؤثر بشكل كبير على الموسم الفلاحي الحالي، وبالتالي ضعف مساهمة هذا القطاع الرئيسي في الاقتصاد الوطني.
وبدأ التخوف يساور الفلاحين الصغار والكبار ومربي الماشية، بسبب غياب التساقطات المطرية مما ينذر بأزمة ماء شروب كبيرة ،الأمر الذي يستدعي ويستوجب التحرك بشكل مستعجل لتعبئة موارد بديلة.
رُحل الجنوب الشرقي المغربي تحت رحمة الله بعدما شحت الامطار وقلت التساقطات وتضاعفت معاناتهم في ظل فقر مستدام، حالهم هذا العام أيضا مستعص، وبالكاد يتنفسون ولا على لسان الحال غير الحمد والشكر طعامهم بسيط جدا وكسرة خبز او ملعقة من الكسكس تفي بالغرض في ظل ظروف عيش قاسية بين الجبال والاودية والمنحدرات .
رحل في عمق الاودية بالمغرب وبفيافي الصحراء بالحدود بين الطاوس ومرزوكة وبين الرشيدية وكولميمة لا يعرفون من الحياة غير شروق الشمس وغروبها، وماذا أكل القطيع، وأين توجد قطرة ماء ليقطعوا من أجلها المسافات الطوال على الأقدام او على ظهور دواب، وهم خير نموذج للحفاظ على الماء دون وصلات اشهارية، قطيعهم يتهالك يوما بعد يوم ،يسوقون ماشيتهم للرعي لتعود في المساء أدراجها ضامرة .
رحل الجنوب الشرقي عانوا من الجفاف لسنوات ،لقلة التساقطات أو انعدامها أحيانا ،ولحمولة أودية غير منتظمة تضيع مياهها بين شعاب ورمال الصحراء لقلة السدود التلية التي يمكن أن تحفظ هذه المياه لشهور أو أيام ،مما يدفعهم بمساعدات جمعيات تنموية أو أهل الفضل من الناس إلى البحث عن فرشة مائية مستنزفة وعميقة أصلا ،حيث يتزايد الطلب على الماء في فصل الصيف حين ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير ،وأمام هذا الوضع فالأمر يفرض ويستوجب تعبئة موارد تقليدية قبل أن تستفحل الأزمة أكثر،فالمدن الساحلية يمكن تعبئة موارد حديثة؛ كتحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة، و الاقتصاد في استعمال الماء ،لكن في المناطق البعيدة عن السواحل فلا مفر من وسائل تقليدية والتي يجب وضع ميزانية لها مسبقا.
الرحل بالجنوب الشرقي يعانون من البرد ومن الحر وفي الخلاء ،وبالكاد يسدون الرمق بعائدات مواشي عجيفة، وهم في أمس الحاجة للدعم الاجتماعي من أجل الاستمرار في العيش ،والأمل كبير ان تلتفت الحكومة لهذه الشريحة الكبيرة التي لا تعرف لا الانترنيت ولا السجل الاجتماعي الموحد ولا اي شيء، إنها تعيش بالفطرة وما توارثته من الاجداد الرحل من ثقل المتاعب وكد الجهود .

