زايد جرو - الرشيدية/ جديد انفو
خلدت أسرة المقاومة وجيش التحرير يوم الخميس 28 دجنبر الجاري بالرشيدية الذكرى 90 لمعارك جبل بادو التي وقعت خلال شهر غشت من سنة 1933، في معترك المواجهة والنزال الذي خاض غماره المقاومن ضد قوات الاحتلال الفرنسي، على صعيد المنطقة وجوارها ومحيطها.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري،بحضور الكاتب العام للولاية ، ورئيس المجلس العلمي المحلي، وممثلي المصالح الخارجية، وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجتمع المدني خلال لقاء نظم بالمناسبة، أن معارك جبل بادو، التي كانت ربوع تافيلالت المجاهدة، مسرحا لها سنة 1933، جاءت لمواجهة الأطماع التوسعية للوجود الأجنبي و التسلط الاستعماري دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأضاف أن الذكرى الـ90 لمعارك جبل بادو، تعد فرصة لتنوير الأجيال الشابة، من خلال الدروس المستحضرة و روائع الكفاح الوطني، التي تجسدها هذه الملحمة المجيدة في تاريخ المملكة ،مضيفا أن المجتمع القبلي في هذه المنطقة من نساء و رجال، تفاعلوا جميعا مع كل التحولات الوطنية و الإقليمية و الدولية، تشبثا بالأرض وتعلقا باستقلال الوطن و سيادته، و رفض كافة أشكال التدخل الاستعماري في المغرب.
وتعتبر معارك جبل بادو أشرس المواجهات والنزالات بين المجاهدين والغزاة المحتلين، حيث شاركت في المعارك كافة القوات النظامية القادمة من المناطق العسكرية التي انتشرت وتمركزت فيها بتادلة ومراكش ومكناس. واحتشدت أعداد كبيرة من المجاهدين من سائر القبائل المرابطة بمناطق تافيلالت، اعتصموا متلاحمين بقمم ومغارات وكهوف جبل بادو بعد تشديد الحصار عليهم، وقصف جميع المداشر والقصور المجاورة لجبل بادو، وسد كل الثغور والمعابر والممرات لتطويق المجاهدين المحاصرين، ومنعهم من الحصول على الإمدادات من مؤن وغذاء وماء وذخيرة ووسائل لوجيستيكية.
وقد قاومت قبائل وساكنة تافيلالت بضراوة منذ مطلع القرن العشرين، وضحت بالغالي والنفيس من أجل التصدي للاستيطان الأجنبي والأطماع الاستعمارية خاصة في سنة 1908 بعد أن أقامت القوات الفرنسية أول مركز استعماري لها بمركز بوذنيب، كان بمثابة قاعدة لانطلاق هجوماتها ومد سيطرتها على سائر تراب الإقليم.
وهكذا، شهدت المنطقة سلسلة من المعارك بدءا بمعركة بوذنيب سنة 1908، ثم معركة افري سنة 1914، ومعركة 'ارْجَلْ 'بمسكي سنة 1918، ثم معارك تافيلالت، ومعارك نواحي كلميمة، وتاديغوست التي امتدت إلى أوائل الثلاثينات من القرن العشرين.ولم تتمكن سلطات الاحتلال الأجنبي من بسط نفوذها على كافة تراب الإقليم، ودخلت في أعنف مواجهة عرفتها المنطقة بجبل بادو خلال شهر غشت 1933، أبلى فيها المجاهدون من مختلف قبائل الإقليم البلاء الحسن، واستطاعوا الصمود والاستماتة في المعارك وإرباك صفوف القوات الاستعمارية المدججة بأحدث الأسلحة والآليات الحربية الجوية والبرية، وتكبدوا المحن والآلام باستشهاد العديد من النساء والشيوخ والأطفال الأبرياء العزل.
كما تم بالمناسبة التذكير بالبطولات التاريخية التي تعتبر ذاكرة وطنية جماعية وتكريم مجموعة من المقاومين واعضاء جيش التحرير لتضحياتهم الجليلة في هذا الحدث التاريخي الكبيرتخليدا لهذه الذكرى التي تجسد ملاحم وبطولات الدفاع عن المقدسات الوطنية والدينية ، ورفض كافة أشكال المساس بالوحدة الوطنية ليختتم اللقاء بالدعاء لأمير المؤمنين وكل الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن.
تفاصيل أوفى بالفيديو والصور