أحمد بيضي - خنيفرة / جديد أنفو
اهتزت مدينة مريرت بإقليم خنيفرة، قبل آذان المغرب بنصف ساعة، من يوم الأربعاء 16 يوليوز 2014، على هول فاجعة مصرع طفلين في حادثة سير مؤلمة بمدخل المدينة، عندما دهستهما سيارة رباعية الدفع، لم يكن سائقها سوى المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بخنيفرة، وأفادت مجمل المعطيات حينها أن طفلا (ي. حسن)، في 14 من عمره، كان يدفع عربة بها طفلة (ر. وصال) لم تبلغ ربيعها الثاني، لتفاجئهما السيارة الرباعية بسحقهما في مشهد مروع، بعد صدمها لشخص آخر (ي. يوسف) من عائلة الطفلين كان يود قطع الطريق للسلام عليهما فوقع أمام السيارة بدراجته الهوائية، ما جعل السائق يرتبك ويفقد سيطرته على السياقة بالنقطة المطلة على مشارف حي آيت حجو.
وصلة بالموضوع، أكدت مصادر عائلية أن الطفلة الصغيرة حلت بمريرت، قبل يوم واحد، مع والدتها المهاجرة بالديار الفرنسية، في زيارة صيفية للوطن، وشاءت الأقدار أن تموت هذه الطفلة بوطنها هي وشقيق والدتها، وبينما تم نقل جثتي الطفلين لمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي، كان قد تم نقل الشخص الجريح على وجه السرعة إلى قسم الإنعاش بذات المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وبينما وصفت مصادرنا التجمهر الذي شهدته ساحة مستشفى مريرت، سجلت حجم تأثر أجواء المدينة بهول الفاجعة.
وعلمنا أن صاحب السيارة، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة كان قبل الحادث يشكو من عياء وإرهاق شديدين على خلفية زيارة يقوم بها أحد المسؤولين بالمصالح المركزية، في إطار مهام تتعلق بدعم برنامج يهم خصاص القطاع على مستوى التجهيزات والبنايات، حسب مصادر صحية التي أكدت أن المندوب الإقليمي كان رفقة المسؤول المركزي بعدد من مناطق إقليم ميدلت قبل عودته إلى خنيفرة عبر أزرو، حيث لم يكن يتوقع أن يتغيب عن مائدة الإفطار ببيته لوقوعه في الحادثة المأساوية بمريرت (وعلم أن المندوب الإقليمي قد تم الإفراج عنه منذ ليلة الحادث).
وبينما لم تستبعد مصادر متطابقة أن تكون السرعة المفرطة سببا في الحادث، شدد بعض المقربين من "بطل الحادث" على نفي ذلك مقابل الحديث بمرارة عن الحالة المتردية التي توجد عليها الطريق، وضيقها عند نقطة الحادث المؤدية إلى أحياء أفود أكبار، دوار الشمع، دوار الغزاوي وآيت حجو والسوق الأسبوعي.
المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، م. امحمد برجاوي، كان قد حل قبل أشهر قليلة بإقليم خنيفرة قادما إليها من مندوبية القطاع بورزازات، ووضع برنامجا شاملا لمعالجة الوضع الصحي بالإقليم، وعبر في أكثر من لقاء عن طموحاته في هذا الشأن، وقد استقبل في الأسابيع الأخيرة وفدا عن اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، كما شارك في ندوة نظمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة، واستعرض فيها بجرأة كبيرة واقع القطاع بالأرقام والمعطيات، وكان بصدد دعوة المراسلين الصحفيين للقاء مفتوح معه.

