جديد أنفو / متابعة
أظهر شريط فيديو بثته قناة الجزيرة الأحد مشاهد صادمة لضحايا المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحي الشجاعية بقطاع غزة فجر اليوم الأحد، بعد يوم من سقوط عدد كبير من جنودها قتلى وجرحى، بينهم قائد لواء غولاني بشكل مباشر على يد المقاومة.
وأظهر الشريط صور وجثث أمهات مع أطفالهن وشباب ملقاة بالشوارع، فيما أكد شهود عيان للجزيرة أن عشرات الجثث لا تزال تحت الأنقاض، حيث انهدت المنازل على ساكنيها بسبب قوة القصف الإسرائيلي المستمر.
وقال ناجون إن عائلات بأكملها لقيت مصرعها في القصف، مؤكدين أن الجثث في حالة مشوهة بسبب استهداف قوات الاحتلال للسكان مباشرة.
وأكد مدير مستشفى الشفاء بغزة أن مجزرة الشجاعية عمل غير مسبوق، وقال للجزيرة إن المستشفى وصله نحو أربعين شهيدا صباح اليوم، في حين لا يزال عدد كبير غير معروف من الشهداء تحت الأنقاض وبالشوارع.
وحسب مراسل الجزيرة من غزة تامر المسحال، لا تستطيع طواقم الإسعاف الوصول إلى مناطق الشجاعية بسبب استهداف قوات الاحتلال لها، حيث أصيبت خمس سيارات إسعاف مباشرة، مما أدى لاستشهاد أحد أفرادها، كما استشهد صحفي ووصلت جثته من داخل حي الشجاعية.
شهداء ونزوح
وأضاف أن آلاف المواطنين نزحوا من المناطق التي تشهد قصفا لا ينتهي إلى أماكن أقل استهدافا.
وقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مجزرة الشجاعية جريمة حرب، وأعلنت أن إسرائيل رفضت طلب لجنة الصليب الأحمر تنفيذ هدنة لثلاث ساعات لسحب الجثث من الشجاعية.
وأكدت الناطقة الإعلامية باسم الصليب الأحمر الدولي نادية الدبسي أن هناك حاجة لتأمين سريع لحركة سيارات الإسعاف، وذكرت الأطراف أن هناك قوانين للحرب تفرض احترام المدنيين.
وقال أبو أحمد المتحدث باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي للجزيرة إن عدد الشهداء بحي الشجاعية قد يتجاوز الـ100، مؤكدا أن جثث الشهداء مقطعة وصارت أشلاء.
وأعلن أن الاحتلال لا يحارب مقاتلي المقاومة، بل يستهدف النساء والأطفال والشيوخ بغرض رفع عدد الضحايا، وأعلن أن الاحتلال يقصف المنطقة منذ السابعة من مساء السبت حتى ظهر الأحد بمعدل يتراوح بين ثلاث وأربع قذائف كل دقيقة.
وشرح أن خطورة القذائف أكبر من الصواريخ نفسها، لأنها تضم مواد محظورة دوليا، وذلك بغرض التسبب في سقوط أكبر عدد من الشهداء.
وذكر مسؤولو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أنهم فتحوا مخازن الوكالة لتقديم المساعدات الموجودة للعدد الكبير من الجرحى والنازحين، ودعوا المجتمع الدولي للمسارعة إلى تقديم المساعدات الضرورية لتفادي كارثة إنسانية محققة. وطالبت الوكالة بتوفير ستين مليون دولار فورا لتوفير دعم عاجل لسكان القطاع.
تفاصيل الجريمة
وكان استشهد منذ فجر اليوم عشرون شخصا بينهم أطفال في قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي المتواصل بنيران المدفعية والطائرات على قطاع غزة، ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى نحو 360.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد أن عشرة أشخاص بينهم طفلان وامرأة استشهدوا منذ فجر اليوم الأحد في قصف إسرائيلي عنيف مستمر على منازل الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقد استشهد نجل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية وأصيب أفراد من أسرته في قصف شرق غزة، ليرتفع عدد الشهداء خلال 24 ساعة إلى 57 شهيدا، ويزيد ضحايا العدوان مع دخوله اليوم الرابع عشر عن 360 شهيدا -بينهم 85 طفلا- وأكثر من 2600 جريح.
وفي أحدث عمليات القصف أفاد مراسل الجزيرة في غزة باستشهاد فلسطينيين في قصف من الزوارق الحربية الإسرائيلية على جنوب قطاع غزة، كما استشهد طفلان وامرأة في قصف مدفعي شرق غزة.
وسبق ذلك استشهاد ثلاثة أشقاء في قصف جوي استهدف منزلهم بمدينة رفح جنوب القطاع، وأسفر أيضا عن إصابة عشرة أشخاص، وفق المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.
كما استشهد شخص في قصف مدفعي على رفح، وآخر في قصف استهدف حي الشجاعية شرقي مدينة غزة وفق نفس المصادر.
وقال مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال إن المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائفها بشكل كثيف على الأحياء الشرقية لمدينة غزة مما أدى إلى وقوع إصابات كثيرة في المنطقة، بينما طواقم الإسعاف غير قادرة على الوصول إلى المنطقة لإجلاء المصابين. كما استهدف القصف مخيم البريج للاجئين وسط القطاع مما أوقع عدة إصابات لم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إليهم.
ويأتي تصعيد الاحتلال لعدوانه على قطاع غزة وتكثيف الغارات بعد إعلان كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- قتل 14 جنديا إسرائيليا في كمين أثناء محاولتهم التقدم شرق حي التفاح بغزة في الساعة الأولى من فجر اليوم.
ويأتي إعلان القسام تكبيدَ الاحتلال خسائر جديدة بعد ساعات من عمليات وصفتها بالنوعية قتلت فيها أمس السبت 15 ضابطا وجنديا إسرائيليا حسب بيان نشرته الكتائب، ليرتفع عدد قتلى الاحتلال خلال 24 ساعة إلى 29.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية والشغف الواقعة شرقي وجنوب شرقي مدينة غزة، تعرضت مساء السبت لقصف صاروخي من الطائرات والمروحيات بالتزامن مع قصف مدفعي.
وأضاف أن أربعة أشخاص أصيبوا إثر سقوط قذيفة في الأطراف الشرقية لغزة, مشيرا إلى حرائق في حي الشجاعية. كما استشهد فلسطيني مساء السبت في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
قتل جماعي
وكان المراسل تامر المسحال أفاد في وقت سابق بأن أكثر من عشرة فلسطينيين استشهدوا في الساعات القليلة الماضية في المنطقة الشمالية من قطاع غزة, التي تشهد منذ مساء الخميس عمليات برية للجيش الإسرائيلي. وتابع أن خمسة من الشهداء في شمال القطاع من عائلة زويدي, وثلاثة من عائلة حمودي.
واستشهد ثلاثة على الأقل في القصف الذي استهدف دير البلح ومناطق أخرى وسط قطاع غزة، بينما استشهد اثنان من أسرة واحدة ظهر السبت في غارة إسرائيلية على حي الزيتون السكني شرقي مدينة غزة.
وفي رفح جنوبي القطاع، استشهد شخصان أحدهما فتى في الـ16 من عمره وأصيب آخرون في قصف استهدف منازل، وفقا للمتحدث أشرف القدرة.
كما قصفت مروحية إسرائيلية منازل في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، حيث استشهد شاب في العشرين وأصيب آخرون.
وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات ومروحيات وزوارق حربية إسرائيلية تشارك في عمليات القصف التي تؤكد منظمات فلسطينية ودولية أن الأغلبية الساحقة لضحاياها من المدنيين.
واستشهد في الأيام القليلة الماضية أطفال ورضع في القصف الإسرائيلي، مما رفع حصيلة الشهداء من الأطفال إلى أكثر من سبعين, فضلا عن 24 سيدة, و18 مسنا.
وأعلن القدرة في وقت سابق السبت أن فلسطينيين -أحدهما طفل- استشهدا في غارتين إسرائيليتين شمالي قطاع غزة، كما أصيب ثمانية آخرون من نفس العائلة.
كما أعلن أن الطواقم الطبية انتشلت صباح السبت خمسة فلسطينيين استشهدوا ليلا في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا شرقي خان يونس.
وفي وقت مبكر من صباح السبت، استشهد سبعة مدنيين فلسطينيين في غارة جوية إسرائيلية استهدفت تجمعا لمواطنين في خان يونس أيضا.
أوضاع صعبة
وفي سياق متصل, تزايدت التحذيرات من كارثة إنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الذي دخل يومه الـ14.
وتعاني مختلف المشافي في غزة من نقص التجهيزات الطبية والأدوية في ظل تزايد أعداد الجرحى.
كما تسبب القصف الإسرائيلي في إتلاف خطوط نقل الكهرباء وانقطاع التيار عن مناطق في القطاع, خاصة في منطقتي رفح وخان يونس.
وفي الوقت نفسه، تضاعف عدد الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة خلال 24 ساعة ليبلغ أربعين ألف شخص، وفقا للمنظمة الدولية.
ويأمل برنامج الغذاء العالمي توزيع أغذية على 85 ألف شخص في الأيام المقبلة. وطالبت منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان "بممرات إنسانية" لإجلاء الجرحى، ولتتمكن الطواقم الطبية من أداء مهامها "دون أن تكون معرضة للخطر".
الصهاينة يقطعون الهدنة
أعلنت اسرائيل استئناف قصف حي الشجاعية في غزة اليوم الأحد بعد أقل من ساعة على "هدنة إنسانية" من ساعتين للسماح باجلاء الجرحى والقتلى كانت قد وافقت عليها بعد طلب من الصليب الأحمر الدولي.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته تعرضت لإطلاق النار بعد وقت قصير من بدء هدنة لمدة ساعتين طلبها الصليب الأحمر في الساعة الواحدة والنصف ظهرا بتوقيت غرنيتش وأنها استأنفت العمليات القتالية.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد وافقت على هدنة لمدة ساعتين للسماح لقوات الإسعاف بنقل جثث الشهداء والجرحى من أحياء غزة، خاصة أحياء التفاح والزيتون والشجاعية التي نفذت فيها مجزرة غير مسبوقة فجر اليوم.
وقال مراسل الجزيرة في مستشى الشفاء بغزة تامر المسحال إن سيارات الإسعاف بادرت بنقل الجثث منذ بدء الهدنة، وأشار إلى أن معظم الشهداء القادمين من حي الشجاعية معظمهم من النساء والأطفال والمسنين.
ورغم مبادرة السيارات بنقل الجثث، فإن المراسل يرجح أن هدنة من ساعتين لن تكون كافية لانتشال الجثث من شوارع حي الشجاعية، مؤكدا أن الحصيلة النهائية للقتلى لا يمكن الحديث عنها الآن.
وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن الهدنة المذكورة لا تتعدى حي الشجاعية، مشيرة إلى أن إطلاق النار مستنمر في المناطق الأخرى.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه ينفذ "هجوما مدفعيا وجويا واسعا ومكثفا على حي الشجاعية الذي يشكل مركزا لعمليات إرهابية في غزة"، موضحا أنه كشف 36 فتحة نفق.
وادعى الاحتلال أنه أصاب منذ بداية العدوان نحو مائة من عناصر المقاومة، مؤكدا أنه سيعمل "بقوة وحزم من أجل الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين ويستمر في العمل بهدف استئصال البنى التحتية للإرهاب".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد أكدت صباح اليوم الأحد أن إسرائيل رفضت طلب الصليب الأحمر الدولي تنفيذ هدنة لثلاث ساعات لنقل الجثث من الشجاعية.
وأعلنت الناطقة الإعلامية باسم اللجنة نادية الدبسي للجزيرة أن هناك حاجة لتأمين سريع لحركة سيارات الإسعاف، وذكرت الأطراف أن هناك قوانين للحرب تفرض احترام المدنيين.
يذكر أن قوات الاحتلال نفذت مجزرة بحي الشجاعية ذهب ضحيتها -في حصيلة أولية- أكثر من ستين شهيدا، في وقت تشير فيه بعض التقديرات إلى احتمال أن يصل عددهم إلى مائة.
فيما ذكر مدير مستشفى سوروكا أن 150 جنديا إسرائيليا مصابا دخلوا المستشفى منذ الخميس الماضي.

المصدر: وكالات