جديد انفو /متابعة
تشهدُ مدينة الرشيدية، في السنوات الأخيرة، تناميا واضحا لظاهرة التشرد، التي لم تعد تقتصر على فئة دون أخرى، بل باتت تشمل مسنين، شبابا، ونساءً مصحوبات بأطفالهن.
وتُسجّل هذه الظاهرة بشكل واضح في المحطة الطرقية والساحة المقابلة لها، خاصة خلال الليل، حيث يتجمع العشرات ممن قدموا من مختلف القصور والمداشر التابعة لإقليم الرشيدية.
ورغم المجهودات الموسمية التي تبذلها السلطات المحلية، خصوصا خلال فترات البرد القارس، عبر تنظيم حملات لجمع المشردين وإيوائهم مؤقتاً، إلا أن غياب بنية استقبال دائمة يُفاقم من معاناة هذه الفئة الهشة، التي تعيش أوضاعاً اجتماعية وصحية ونفسية صعبة.
في هذا السياق، قال عبد الله السوهير، رئيس شبكة الجمعيات التنموية بواحات الجنوب الشرقي، إن “وضعية المتشردين في الرشيدية قديمة ومعروفة لدى ساكنة المدينة التي ما تزال تتذكر أسماءهم وأصواتهم، لكن ما يثير القلق اليوم هو تزايد أعدادهم بشكل مستمر، وتنوع حالاتهم الاجتماعية”.
وأوضح السوهير في تصريح لـ”العمق”، أن “المدينة تفتقر إلى دار لإيواء المسنين والمشردين، حيث توجد الدار الوحيدة في الإقليم بجماعة أرفود، وهو ما يطرح تحديات كبيرة في مواكبة هذه الفئة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية، في ظل ضعف انخراط الجماعات الترابية في هذه المهمة .
ودعا المصدر ذاته إلى “ضرورة إحداث دار للمسنين والمشردين بالرشيدية، وتوفير أطر وكفاءات متخصصة في الرعاية الاجتماعية والنفسية، مع إشراك المجتمع المدني في جميع مراحل التخطيط والتنفيذ لضمان نجاعة واستدامة هذه المبادرات”.
وخلص المتحدث عينه إلى أن “مدينة الرشيدية، كغيرها من المدن المغربية، تبقى في حاجة ماسة إلى رؤية شمولية لمعالجة ظاهرة التشرد، تراعي الكرامة الإنسانية وتضمن الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر هشاشة”.
المصدر: العمق