أحمد بيضي - خنيفرة

فوجئ العديد من سكان «تاكنيت» بجماعة عين اللوح، إقليم إفران، بعدم استفادة أبنائهم من منحة التعليم الإعدادي، رغم الوضعية الاجتماعية المزرية للمنطقة وبعد المساكن عن المؤسسة، ما دفع بالآباء والأمهات إلى قرار خوض وقفة احتجاجية، صباح الخميس 18 شتنبر 2014، أمام قيادة المنطقة للتعبير عن امتعاضهم وسخطهم على الطريقة التي تم اعتمادها في توزيع المنح التي تساعد التلاميذ على الاستمرار في الدراسة والاستفادة من خدمات داخلية الثانوية الإعدادية الحسن الثاني، وتم توجيه نداء مؤازرة وتضامن لكافة الضمائر الحية وفعاليات المجتمع المدني، وفيدرالية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ، من أجل دعم ومساندة ضحايا الإقصاء المشبوه، حيث ردد المحتجون عدة هتافات وشعارات غاضبة تندد بمهزلة الإقصاء.

وشدد المحتجون على أن إقصاء تلميذات وتلاميذ «تاكنيت» من المنحة التعليمية قد تم بشكل جماعي مقصود ومكشوف ضد تلميذات وتلاميذ المنطقة، رغم علم المسؤولين بأن المنطقة تعد من أبعد وأفقر دواوير جماعة عين اللوح، الأمر الذي أكد لمختلف أوساط الرأي العام المحلي وجود مزايدات سياسوية ضيقة خلف العملية المستفزة لجهود البلاد في محاربة الهدر المدرسي.

وصلة بالموضوع، اتجهت أصابع الاتهام بقوة نحو رئيس الجماعة القروية لعين اللوح، الذي كان من بين الحاضرين على طاولة اجتماع اللجنة المكلفة بتوزيع المنح، ووعد بتوفير النقل المدرسي لتلاميذ «تاكنيت» حتى لا يحتاجون للمنحة، ما اعتبره السكان مناورة مفضوحة لإقصاء منطقتهم «المغضوب عليها» من طرف هذا الرئيس بسبب حسابات سياسية معروفة، وهو ما ساهم في حرمان تلميذات وتلاميذ المنطقة المستهدفة من حق الاستفادة أسوة بزملائهم على صعيد باقي الجماعات المجاورة.

وفي أول رد فعل، قام السكان بمكاتبة مختلف الجهات المعنية للتعبير عن استغرابهم الشديد للطريقة التي تم التعامل بها مع أبنائهم من خلال حرمانهم تعسفا من حق أساسي يضمنه دستور المملكة وكافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأشعروا الجميع بالوقفة الاحتجاجية كخطوة أولى لإثارة الانتباه لحجم الاستياء الكبير الذي خلفه التصرف المذكور في نفوس الأمهات والآباء وأبنائهم، في حين تم الاتصال بالخط الأخضر المخصص لهذا الملف الحيوي لعل وزارة رشيد بلمختار، وغيرها من الجهات والسلطات المعنية، تتدخل لإيجاد حل عادل للمعضلة التربوية التي لم تكن مرتقبة.

وينتظر الجميع تدخل الجهات المسؤولة لفتح تحقيق فوري في الموضوع، والعمل على إلحاق ضحايا الإقصاء بلائحة المستفيدين من المنحة قبل انتهاء مصيرهم بالانقطاع عن الدراسة، وتكون فضيحة على جبين وسمعة منظومة التربية والتكوين.