جديد انفو / متابعة
علم "داعش" يرفرف فوق ثانوية تأهيلية بأكادير، وكتابات حائطية وصفحة فيسبوكية تمجد الإرهاب وتدعو إلى الالتزام بشرع الله، واستنفار أمني يؤدي إلى اعتقال تلميذين قاصرين. هذا ما استأثر باهتمام يوميتي "الصباح" و"الأخبار" في عدد غد الأربعاء.
فقد أوردت جريدة "الصباح"، التي نشرت الخبر كموضوع رئيسي تحت عنوان "داعش تقتحم المؤسسات التعليمية بأكادير"، أن كتابات حائطية وتنكيس العلم الوطني بالثانوية التأهيلية سيدي سعيد الشريف بالجماعة القروية الدراركة بأكادير، يوم الجمعة الماضي، استنفر المصالح الأمنية بسبب التهديدات التي تضمنتها تلك الكتابات، التي تتبنى أفكارا متطرفة لتنظيم "داعش".
وأفادت مصادر الجريدة أن عناصر الدرك الملكي بالدراركة أوقفت، مساء أمس الاثنين، ثلاثة ثلاميذ بدرسون بالمؤسسة نفسها للاشتباه في تورطهم في تلك المخطوطات وتوزيع إعلانات مشبوهة تحمل رمز "داعش".
واهتدت الضابطة القضائية إلى الموقوفين، وفق ما نشره المصدر ذاته، بعد عمليات بحث خصت الصفحة التي أنشؤوها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، والتي تبنوا، من خلالها، مسؤوليتهم عن نشر الإعلانات بالمدرسة، وتنكيس العلم الوطني.
وأكدت "الصباح" أن عناصر الدرك أجرت أبحاثا مع عدد من التلاميذ الذين زاروا الصفحة، قبل اعتقال قاصرين اثنين من مواليد 1997 و1998، موضحة أن البحث الذي باشرته عناصر الدرك الملكي بعد اعتقال المتورطين، والاطلاع على حواسيبهم الشخصية وهواتفهم المحمولة أظهر ضلوعهم في تلك الأعمال.
بالمقابل، أوردت يومية "الأخبار"، التي اهتمت هي الأخرى، بالموضوع، حيث نشرت عنوانا عريضا في قلب صفحتها الأولى وسردت تفاصيل الواقعة في الصفحة الثانية، معطيات أكثر عن عملية اعتقال القاصرين، موضحة أن عناصر الدرك الملكي وضعوا الصفحة الفايسبوكية، التي أنشأنها التلميذان، تحت المراقبة منذ ظهور هذه الكتابات، إلى أن قام أحد التلاميذ الذي يدرس بالثانوية نفسها بوضع إعجابه على أحد التعليقات المنشورة على هذه الصحفة، وبعد التأكد من هويته والتعرف عليه من خلال صورته الشخصية بحسابه، تم اعتقاله، أول أمس الاثنين. وبعد استنطاقه نفى أن تكون له أي صلة بالكتابات الحائطية أو برفع علم "داعش" فوق الثانوية، لكنه كشف لرجال الدرك عن هوية الثلاميذ الذين يقفون وراء تلك الصفحة.
وأكدت "الأخبار" أنه، بناء على ذلك، تحرك رجال الدرك للبحث عن هؤلاء التلاميذ، ليتم اعتقالهم مساء اليوم ذاته. وبعد استنطاقهم، اعترفوا بسهولة ودون عناء بالمنسوب إليهم، كما أقروا بكونهم من قام بتنكيس العلم الوطني ورفع علم "داعش" مكانه.
وكشفت مصادر "الأخبار" أن مجموعة من مسؤولي الدرك الملكي بالقيادة الجهوية حلوا، مساء يوم الاثنين، بسرية الدرك بجماعة الدراركة، ووقفوا على مجريات التحقيق، وتابعوا عن كثب جميع تفاصيل عملية إلقاء القبض على المتورطين. كما تم إطلاع النيابة العامة بابتدائية أكادير على تفاصيل عملية التوقيف والاعترافات التي أدلى بها القاصرون، الذين من المنتظر أن يمثلا غدا الأربعاء أمام النيابة العامة في حالة سراح.