البشيـر لمنيعي - مصيسي / جديد أنفو

إن كان الدين بالمعاملة فقد حازه"الحسن بن عثمان رئيس جماعة مصيسي بتنغير" كلَّه

الخطب جلل والمصيبة أعظم تعجز فيها العبارات والكلمات على الوصف، وتغيب الحكمة والكلام المناسب بالحرف، وتعزف الأفكار ويشرد الذهن عندما نذكر الرجل وتحل ذكراه وذكرياته الجمة بيننا، رغم أن الوقت قصير والسويعات نُتَف.

ولولا محبة هذا الرجل وحسن معاملته الطيبة لي شخصياً وكافة العاملين بالمؤسسة التي نعمل بها وغيرته على التعليم بالمنطقة، ما نطقت ببنت شفة؛ وإن كانت من شهادة أقولها في حق الرجل فهي : أنه "إذا كان الدين بالمعاملة أو هو المعاملة"كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فقد حازه الرجل بالكلية؛ وحاز معه خصلة من خصال النبي محمد عليه الصلاة والسلام قلت في الرجال منذ القدم وهي عدم قول :"لا" لأي شخص كائناً من كان ما لم يجافي الحق ويرتكب المعاصي، حتى مدحه (أي الرسول صلى عليه وسلم) بها شاعر زمانه الفرزدق منشداً:

ما قال قط "لا" إلا في تشهده ***** ولولا التشهد لكانت "لاؤه" نعم

فمنذ عرفنا المرحوم الحسن بن عثمان، وما حكاه لنا مَن قبلنا، ما عرفنا فيه إلا قول نعم لجميع المسائل التي نطلبها منه أو نطالبه رحمة الله عليه القيام بها مهما كثرت وعظم شأنها، وكذلك المعاملة نفسها مع الجميع سواء كانوا مسؤولين أو من عامة الناس، نساء ورجالاً وحتى أطفالاً... فلا يسمع منه أحد كلمة "لا" حتى وإن كان الأمر ليس في متناوله وفوق طاقته بحكم موقعه وحدود مسؤوليته، فلا يردد إلا كلمة نعم، وفي حال الأمور المستعصية يردد عبارة "سنرى" أو "غادي نشوف" وغالباً ما تحل ويقضى الأمر.

وكان رحمه الله وجه خير على التعليم وعلى ثانوية ابن خلدون الإعدادية على الخصوص، وعلى المنطقة على وجه العموم ، من جلب للمشاريع والانجازات والمساهمة فيها بالقليل أو الكثير، وعقد الشراكات والقيام بالمبادرات الطيبة خدمة للمنطقة وناشئتها، ودعم مادي ومعنوي، ومساعدات لوجيستيكية واجتماعية... وذلك بفضل العلاقة الطيبة مع الجميع، فلا داعي لذكرها أو التذكير بها فلسان الحال يغني عن المقال، فكل بيت في منطقة "جماعة مصيسي" وكل مؤسسة وكل قصر أو مدشر يشهد على ما أقول ؛ ويشهد الشجر والحجر قبل البشر.

فهنيئاً لك أخي الحسن بن عثمان، فقد وفيت للأمانة حقها وللمسؤولية قدرها وأعطيت للخدمة تمامها، في تواضع ونكران للذات رغم وضعك الصحي ومعاناتك مع المرض، فحتى آخر يوم في حياتك وفي ذروة مرضك واشتداد ألمه كنت تخدم المنطقة وتقضي مصالح الناس والمؤسسات....

فنم مرتاح البال فقد قمت بعمل جليل وجلل سوف تتعب فيه مَن بعدك، فرحمك الله بلا حدود وجعل مثواك الجنة يوم الخلو

وما شهدنا إلا بما علمنا "وإنا لله وإنا إليه راجعون"

البشيـر لمنيعي : مدير ثانوية ابن خلدون الإعدادية  بمركز مصيسي نيابة تـــنــغـــيـــر