جديد أنفو / متابعة

مرت عليه شهور من الحر والقهر وواجه أقسى المحن المادية والنفسية وتعرض مرارا لمضايقات السلطة وذوي النيات السيئة ومع ذلك ظل صامدا ومصرا على المكوث داخل سيارته التي اتخذها مسكنا تحفظ قدر الإمكان كرامته وتستر عورته.

« هشام زرود » رجل يدنو عمره من الأربعين سنة، قرر قبل سنتين أن يلوذ بالعيش داخل سيارته الصغيرة والمهترئة بعد أن ضاقت به الدنيا بما رحبت واستحال عليه العيش كغيره من الناس تحت سقف الأمن.

بأحد أركان شارع الإمام علي وسط مدينة فاس، تنجلي صورة اجتماعية عنوانها المأساة والحرمان.

سيارة من نوع « رونو4″ تبدو واقفة بجانب الرصيف كغيرها من السيارات التي ركنها أصحابها، بعد أن غادروها إلى مقرات عملهم أو عادوا على متنها إلى مساكنهم إلا سيارة هشام التي تمثل الاستثناء، رغم أنها ظاهريا لا يبدو عليه ما يوحي بكونها صارت مسكنا قائم الذات لا يدخل في حساب وزارة الإسكان، ولا ضمن إحصاء المندوبية السامية للتخطيط.