عبد العالي عبد ربي - مكناس / جديد أنفو

شبه الدكتور توفيق بنجلون التويمي نائب رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات الجهود التي تبذل في المغرب من أجل محاربة الإدمان على المخدرات، كمن يستبدل الحمار بأغيول. وأكد الدكتور بنجلون في مستهل عرض حول الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات : " الواقع والآفاق  " ألقاه يوم الجمعة الماضي بقاعة الندوات لمجلس جهة مكناس تافيلالت. في إطار افتتاح الجمعية لأشغال برنامجها السنوي للموسم 2014- 2016، أن المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني، وجميع الفاعلين في مجال محاربة التدخين بالمغرب؛ لا يمتلكون الشجاعة الكافية للاعتراف بعجزهم عن مواجهة الظاهرة التي تفوق في نتائجها الوباء. وفي إطار مقارنة ما يخلفه الإدمان من نتائج على صحة المواطن؛ والوباء، أشار نائب رئيس الجمعية أن الوباء معروف بسيرورة طبيعية. حيث ترتفع نسبة المصابين به عند انطلاقته، ليصل إلى مرحلة الاستقرار التي تتلوها مرحلة انخفاض. مشيرا إلى أن الوباء يصل إلى المرحلة الأخيرة بشكل طبيعي، وفي المقابل فإن ضحايا الإدمان في ارتفاع مستمر.

ووقف الدكتور بنجلون عند المقاربات المعتمدة في المجال من طرف الفاعلين، متسائلا عن نجاعتها، فاستنتج أنه لو كانت هذه المقاربات صحيحة لظهرت نجاعتها بالمؤشرات. ووقف العرض كثيرا عند الطرق المتبعة في المغرب للعلاج من الظاهرة، حيث أشار إلى أن مراكز العلاج الموجودة ببعض المدن المغربية، تتحول إلى مراكز للاستقبال يصطف فيها المدمنون على المخدرات الثقيلة (الهيروين) في طوابير ليتسلموا دواء مشتقا من الهيروين فيأخذوا المخدر في شكل حبوب. بدل الحقن. معترفا أن هذه الطريقة قد تعطي أكلها في محاربة السيدا، لكنها لن تتمكن من وقف الإدمان، في غياب المرافقة النفسية والاجتماعية ليخلص إلى أننا لا نتوفر على مؤشرات للتعافي في مراكز العلاج بالمغرب.

واعتبر الدكتور بنجلون أن المقاربة التي يمكن أن تعطي أكلها هي المقاربة الوقائية التي تتوجه إلى تلاميذ الابتدائي قبل الإقدام على تناول السيجارة الأولى والحقنة الأولى والحبة المهلوسة الأولى، إلا أن هذه المقاربة تتطلب قدرات تواصلية قد لا تتوفر لدى المتدخلين في المجال حاليا.

هذا وقد نظمت الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات تحت شعار "ناشئتنا عنوان مواطنتنا وآمال مستقبلنا" لقاءها لافتتاح موسمها الجمعوي الحالي بدعم من مجلس وولاية جهة مكناس تافيلالت وبتنسيق وتعاون مع الأكاديمة الجهوية للتربية والتكوين مكناس تافيلالت ونيابة وزارة التربية الوطنية وولاية الأمن بمكناس والمجلس العلمي المحلي والمديرية الجهوية للصحة ومندوبية الصحة ووزارة الشباب والرياضة بمكناس، وكان رئيس الجمعية حسن البغدادي قد ألقى في افتتاح هذا اللقاء كلمة ترحيبية أشار فيها إلى أن هذا الورش الكبير الخاص بالتصدي لأفتك ظاهرة بالبلاد الذي قررت الجمعية المساهمة فيه بالتزام، تكتنفه تحديات جمة، مؤكدا أن المجهودات مجتمعة لم ترق بعد إلى حجم الكارثة، فالأرقام التي تتوفر عليها الجمعية مرعبة بحق.

وعرف اللقاء تقديم شهادات صادمة لأمهات اكتوى أبناؤهن بنار الإدمان، ومنهم من كان مصيره التشرد. كما أقيت كلمات باسم الهيئات الشريكة للجمعية في مشروعها ومنهم الائتلاف الوطني لمحاربة التدخين والمخدرات، الذي تعتبر الجمعية عضوا فيها، وقد الحت كلمة هذا الائتلاف على ضرورة توحيد عمل المجتمع المدني للتصدي للظاهرة.