محسن الأكرمين - مكناس / جديد أنفو
تفعيلا لاتفاقية الشراكة المبرمة بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت والمجلس الوطني لحقوق الإنسان بتاريخ 27 دجنبر 2012، وفي إطار المشاورات الرامية إلى إرساء مشروع المدرسة المواطنة جهويا، انعقد بقاعة الندوات بالثانوية التأهيلية محمد أجانا بمكناس يوم الجمعة 14نونبر 2014 جلسة عمل ضمت المؤسسات المنخرطة في إرساء “مشروع المدرسة المواطنة “.
ترأس اللقاء السيد عبد الواحد الداودي النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بمكناس، وبحضور العضوة المنتدبة من المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيدة سعاد شنتوف، و رئيس مصلحة تدبير الحياة المدرسية السيد خالد فتاح، والمنسق الجهوي للمشروع بأكاديمية مكناس تافيلالت السيد نور الدين بنعمر، والمنسق الإقليمي بنيابة مكناس السيد شكيب الاجراوي، وبحضور ممثلي المؤسسات التعليمية المنخرطة ضمن عملية تجريب تنزيل المشروع، فضلا عن تمثيلية من تلاميذ المؤسسات التعليمية بالنيابة، وأعضاء من جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.
في كلمة افتتاحية وتوجيهية له بالمناسبة، وبعد ترحيبه بالمشاركين في هذا اللقاء، أكد السيد النائب الإقليمي، أن عملية إرساء مفاهيم المواطنة بالمؤسسات التعليمية هي الدينامو المحرك للارتقاء بثقافة حقوق الإنسان نحو التفعيل الأمثل، وذلك عبر الانتقال بها من مسلك المنظومة القانونية النظرية التجريدية إلى مستوى المنظومة السلوكية الادماجية ضمن الواقع المعاش والمعيش للأفراد والجماعات على حد سواء. وأعلن قوله بالتأكيد على أن ” التربية في بعدها الشمولي تستوجب الاستدماج التدريجي لمفاهيم المواطنة وحقوق الإنسان ضمن مختلف مراحل نمو الفرد المغربي وتطوره السيكولوجي والعقلي والوجداني … وذلك بتصريف المصفوفة السلوكية العملية عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية (الأسرة /المدرسة /الإعلام / المجتمع المدني …”، مؤكدا على علاقة التأثير والتأثر بين المدرسة وكل المنظومات المجتمعية الأخرى في ترسيخ هذه الثقافة.
فيما تمحورت مداخلة السيدة سعاد شنتوف حول الغايات الطموحة لمشروع المدرسة المواطنة وموجهاتها المعيارية الكبرى، مؤكدة على أن البنية الارتكازية للتربية على المواطنة وحقوق الإنسان لا تقف فقط عند التربية المعرفية، بل تتعداها لنطاق أوسع والمصرف ضمن مؤشرات التربية القيمية والتي أساسها العملي بناء قناعات الفرد وسلوكاته المدنية، وإدماجها ضمن الحقل الاجتماعي الرحب وفق بناء الولاء للوطن قولا وفعلا…”
فيما ضم عرض المنسق الإقليمي السيد شكيب الاجراوي ، كرونولوجا موثقة حول المسار الإنشائي التي قطعها مشروع المدرسة المواطنة بالجهات المحتضنة مند التوقيع على اتفاقية الشراكة إلى الآن، فضلا عن أهم الخلاصات المسجلة كأهداف طموحة ممتلكة.
أما العرض الجهوي فقد نقل الجمع نحو الأفق المنتظر من إرساء مشروع المدرسة المواطنة محددا محاور انكباب النقاش ضمن مجموعة من الأسس التي تستوجب الرأي والترصيص الحكيم فيما يلي :
- آليات مبادئ حقوق الإنسان بالمؤسسة التعليمية ومفهوم المدرسة المواطنة؛
- معايير تحقق مبادئ حقوق الإنسان بالمؤسسة التعليمية؛
- المؤشرات التي يمكن اعتمادها للتحقق من إرساء مبادئ حقوق الإنسان بالمؤسسة التعليمية؛
- حاجات كل فئة من المتدخلين من التكوين لدعم قدراتهم قصد الإرساء الأمثل للمشروع.
وبعد فتح باب النقاش، تم تقديم مجموعة من المداخلات، بعضها تناول بصراحة الإشكالات التي يمكنها خلق نوع من التشويش على إرساء هذا المشروع ، والبعض الآخر انتقل من الوقوف عند الاكراهات والمعيقات إلى مستوى طرح البدائل الواقعية . ومن أهم ما تداوله النقاش :
- ضرورة تفهم مراحل النمو عند الأطفال لضبط آليات المعالجة للسلوكيات اللامدنية بالإرشاد والتوجيه والتشكيل…
- ضرورة فتح باب الحوار الجاد والهادف مع المتعلمين لإفساح المجال إليهم للتعبير عن حاجاتهم الآنية والمستقبلية
- إكساب التلاميذ مظاهر التفكير البناء ومهارات الإبداع والابتكار…عبر تبني هذه السلوكات من طرف كل مكونات المجتمع المدرسي .
- بناء سلم القيم المتحرك بين المواطن والوطن واستدماج النتاج الكوني فيما يهم حقوق الإنسان ..
وبعد استيفاء جميع التدخلات، بما فيها مداخلات التلميذات والتلاميذ، تمت الإجابة عن مجموعة من التساؤلات …فيما تم التأكيد على أن تلقين الدروس النظرية في التربية على المواطنة لا يمكنه البتة إرساء السلوكيات المدنية لدى المتعلم ما لم يتم إحداث نقلة نوعية نحو التطبيق الواقعي والإحاطة بالوضعية الفعلية من خلال الوقوف على مظاهر وتجليات ممارسة المواطنة عند تلميذ المؤسسات التعليمية والعمل على كشف وضبط معايير تحقق مبادئ حقوق الإنسان بهذه المؤسسات.
وفي الختام أكدت السيدة سعاد شنتوف على فعل الاكتساب، مشيرة إلى أن المواطنة الحقة تنبني عبر التربية والتنشئة فيما طرق اكتساب المواطنة وقيمها تنطلق من الأسرة مرورا بالمدرسة وانتهاء بالمجتمع عبر وسائط متعددة المراحل زمنيا.
وفي كلمته الختامية، نوه السيد عبد الواحد الداودي النائب الاقليمي بمكناس بالأطر المنخرطة في مشروع المدرسة المواطنة … ولم يفوت الفرصة لتقديم الشكر الموصول للسيدة ممثلة اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالجهة ولكافة المتدخلين المشتغلين ضمن مكون إرساء مشروع نموذجي حول المدرسة المواطنة المغربية .