الحوار من إنجاز :فاطمة خالدي.حرية لغزي/ جديد انفو
القي جمال بدومة رئيس تحرير قناة فرانس 24 بالناطقة باللغة العربية، درسا افتتاحيا مؤخرا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر، لفائدة طلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته النسخة الثالثة والثانية معنون ب ''القنوات الأوربية الناطقة باللغة العربية نموذج قناة فرانس 24 '' وعلى هامش هذا اللقاء العلمي أجرينا معه حوارا تمحور حول مهنته كصحافي وحول القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية نموذج القناة التي يعمل فيها France 24 وهذا نص الحوار.
ما هي الأهداف التي ترمي لها القنوات الأجنبية الناطقة باللغة العربية ؟
ج : كل قناة لها أهداف مسطرة بالنسبة france24 مهمتها إعلامية قبل كل شيء، بمعنى تقديم الأخبار في بعدها الدولي إذ أن هناك ثلاث قنوات الانجليزية والفرنسية والعربية، ولكل قناة جمهورها الخاص مثلا فرانس 24 العربية تتوجه إلى إفريقيا الفرونكفونية والمغرب الكبير، و ترتيب مواد النشرة فيها يأتي على الشكل التالي: العنوان الأول لحدث في إفريقيا الفرونكفونية ايبولا مثلا في ايبريا، العنوان الثاني لحدث في المغرب تونس الجزائر، العنوان الثالث لحدث فرنسي.
ألا توجد هناك أهداف سياسية من غير المهمة الإعلامية؟
ج: أهداف سياسية من غير نشر الخبر لا، لأن فرنسا لديها تقاليد عامة لمهنة الصحافة، تجعل من وسائل الإعلام وسيلة سلطة،مستقلة وغير مراقبة من طرف سلطات أخرى كالسلطة التشريعية أو القضائية أو التنفيذية وبالتالي فان لها خصوصياتها المستقلة التي تجعلها لا تخضع لأية سلطة سياسية.
منذ بث القناة سنة 2006 هل حققت تلك الأهداف التي ترمي لها؟
ج: فرانس 24 حققت أكثر مما كان مرجوا مقارنة بالإمكانيات التي تتوفر عليها، وذلك من خلال قياس نسبة المشاهدة التي فاقت التوقعات في الجهات العربية ، اخص بالذكر تونس أثناء تغطية احتجاجات سنة 2011
هل هناك جهات تمول هذه القنوات غير الجهات البارزة على الساحة؟
ج: التمويل واضح جدا، قناة فرانس 24 تمول من دافعي الضرائب عبر وزارة الداخلية الفرنسية وهذا لأنها قناة عمومية، لكن التمويل لا يعني التدخل في الخط التحريري .
اختيارك لمجال الصحافة، هل كان مخططا له؟
ج : اختيار مجال الصحافة جاء بشكل عفوي فقد كنت اكتب وبدأت انشر مقالات ووجدت نفسي بالموازاة مع الدراسة أمارس الصحافة دون أن انتبه أنني أمارس هذه المهنة.
ما هي الدوافع التي جعلتك تمارس هذه المهنة ؟
ج : الدوافع ربما الكتابة هي التي جعلتني أوطد علاقتي بالمجال الصحفي .
الانتقال من الصحافة المكتوبة الإذاعة ثم التلفزيون، ماهو الفرق بين هذه الوسائط؟ وهل كان الانتقال بينهم امرأ مبرمج؟
ج : أول شيء أن هناك تكاملا بين هذه الوسائل الإعلامية، الصحافة المكتوبة هي المحك الحقيقي لتكوين ثقافة واسعة ثم تأتي الإذاعة وبعدها التلفزيون -يعتمد على الكثير من التقنية- كتتويج للمسار المهني. بالنسبة لي الانتقال كان فيه مجموعة من الصدف لم يكن مخططا له، بدأت الكتابة الأدبية ووجدت نفسي في الصحافة المكتوبة ولظروف معينة وجدت نفسي اشتغل في الإذاعة لمدة خمس سنوات وبعد هذا عملت في التلفزيون في ''دوزيم '' ثم فرانس 24 حاليا كمقدم برامج ورئيس تحرير النشرة، بالنسبة لي أن تمارس مهنة الصحافة فهذا يعني الانتقال بين الوسائط المتعددة.
باعتبار انك تشتغل في قناة دولية كيف تتعامل مع المواضيع الحساسة أو كيف يمكن أن تلتزم بكل بما تمليه عليك القناة وفي نفس الوقت تحافظ على مبادئك؟
ج : الصحافي لا يمكن أن يتجرد من قناعاته ومن عواطفه ومن ذاتيته ومبادئه، لكن على المستوى المهني ينبغي أن يترفع عن كل هذا، هي معادلة صعبة سأشرحها بالتفصيل: الصحافة ممارسة قبل كل شيء مثلا عندما يكون هناك خبر غير جيد يتعلق بالبلد الذي تنتمي إليه، كصحفي حتى من أجل هذا البلد يجب أن يقال هذا الخبر لأنه سيدفع بالبلد نحو التطور والتقدم على أساس أن تلتزم بقواعد المهنية بمعنى أن تعطي الكلمة لكل الأصوات المعنية بالموضوع، وعلى العموم التقاليد العامة لمهنة الصحافة بفرنسا تحتوي على بند الضمير الذي يعطي الحق للصحفي في إذاعة المواضيع التي تتناسب مع قناعاته الشخصية ومبادئه.