جديد أنفو - الرشيدية / متابعة

إن الحال في المستشفيات العمومية ليس أفضل من نظيرتها الخاصة،فبالرغم من تدني مستوى الخدمات في الأولى إلا أنها لازالت هي الملاذ الوحيد للطبقة الفقيرة في ظل ارتفاع أجور الأطباء في عياداتهم الخاصة، لكن كثرة هذا الاقبال على المستشفيات العمومية و عدم مواكبة وزارة الصحة لهذا الاكتضاض بالتجهيزات و توفير الخدمات ،جعلت العديد من المستشفيات المغربية تتحول إلى حظيرة إن صح التعبير،وفي هذا الصدد سننقل لكم الواقع الأليم لمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية لنتساءل عن الامكانيات البشرية و المادية في هذا المستشفى؟.

يعرف قسم التوليد بمستشفى مولاي علي الشريف بالرشيدية هذه اﻷيام ضغطا لم يسبق له مثيل وازدحاما كبيرا نتيجة الكم الهائل من النساء الحوامل اللواتي يتوافدن على هذه المصلحة من مختلف بقاع اﻹقليم الممتد جغرافيا على مساحة شاسعة وكذا من بعض اﻷقاليم المجاورة،مما جعل عمليات التوليد مخاطرة غير مأمونة العواقب،قس على ذلك عدم كفاية الأسرة و الغرف ،حيث تتوسد اﻷمهات وأطفالهن أفرشة وأغطية ملطخة بالدماء، في حين تستلقي أخريات في اﻷروقة بطريقة فوضوية ، وهناك سرير تتقاسمه إمرأتان مع إبنيهما في غرف ممتلئة عن آخرها.

هي بإختصار تجاوزات لا إنسانية جعلت من هذا القسم ما يشبه ملاجئ للمنكوبات حيث لا تراعى فيه شروط الراحة والسلامة النفسية والجسدية، مصلحة التوليد هذه أضحت بؤرة لكل اﻷوضاع المزرية التي يندى لها الجبين ،والتي أجنت حتى على مخلوقات بريئة لا يجدن إلا أحضان أمهاتهن كمكان آمن لهن في غياب أسرة خاصة بها.

مما لاشك فيه أن كل شخص يقصد المستشفى إلا و هو مصاب بمرض يترجى الشفاء منه،و المستشفى أملهم في ذلك بعد إرادة الله عز وجل طبعا،لكن كيف لمستشفى مولاي علي الشريف أن يقدم العلاج لمرضاه وهو فضاء عقيم يحتاج لعلاج أولا؟فهل مستشفى مولاي علي الشريف بالراشيدية فضاء لعلاج المرضى و الحفاظ على سلامة صحتهم أم أنه مكان استراحة قبل التحاقهم بالمقابر؟.


إنه إنتهاك صارخ للحق في التطبيب والصحة، إنه ضرب لكل حقوق النساء والمواليد الجدد عرض الحائط ، إنه مساس عميق بالكرامة اﻹنسانية.