أمين الحسناوي - الرشيدية / جديد انفو
رفض مستشفى مولاي علي الشريف الإقليمي بالرشيدية استقبال حالة مستعجلة قادمة من بلدة "ألنيف" أمس، السبت 29 نونبر، في ظروف جوية مضطربة، وكانت ستعودون من حيث أتت لولا تدخل يد القدر.
ووفق مصدر موثوق، فإن سيارة إسعاف كانت قادمة من "ألنيف"، تحمل حالة مستعجلة لامرأة رفقة طفلتها التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات وزوجها ووالدتها وإحدى المرافقات، وصلوا لمستشفى مولاي علي الشريف على الساعة السادسة، لكن إدارة المستشفى رفضت استقبالهم.
وقال المصدر ذاته إن الحارس بقسم المستعجلات "رفض إنزالها من سيارة الإسعاف"، غير أن مرافقة المرأة أنزلتها من الإسعاف فأغلق حراس الأمن الخاصين الباب في وجههما .
وتابع المصدر ذاته بأن أحد الأطر العاملة بقسم المستعجلات من المستشفى ذاته طلب منهم "العودة الى النيف واستخراج إذن من السلطات المحلية بألنيف (القائد) أو من الأمن الوطني بالرشيدية"، وأن قسم المستعجلات "لم يراعِ كون الحالة مستعجلة"، مضيفا أن مفوضية الأمن الوطني بالرشيدية "رفضت" ذلك.
وتطورت الأمور عندما قرر المصدر المتحدث، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن يتدخل في الواقع واتصل برئيسة شبكة نساء أطلس تافيلالت بحكم اهتمامها بالعمل النسائي، وقال إنه "بعد أن شرح لها الموضوع، استغربت ثم وعدته بالتدخل العاجل".
واستمرت فصول الواقعة، يقول المصدر ذاته: "عدنا إلى أمام المارشي (السوق البلدي) على الساعة الثامنة والنصف، لنجد المرأة في حالة نفسية جد متدهورة تحت أمطار منهمرة"، مضيفا: "اضطررنا معها ان نرغمها على الصعود الى سيارة الاسعاف وعدنا الى مستعجلات مستشفى مولاي علي الشريف بعد ان اتصل بي مبارك الجميلي، الكاتب الاقليمي لحزب العدالة والتنمية، وطلب مني التوجه فورا الى المستشفى حيث سيتم استقبالها بعد تواصله مع مدير المركز الاستشفائي الاقليمي بالرشيدية".
واستطرد المتحدث ذاته: "بعد عودتنا وجدنا والدة المريضة منهارة بالمستعجلات بسبب هذا الموضوع"، مضيفا أنه قام بالبحث عن الحارس العام ليتواصل معه في الموضوع، لكن وجد بان الحارس لازال يرفض استقبال الحالة "منكرا" تلقيه لاية تعليمات من اية جهات.
وصرح المتحدث ذاته أنه "طلب من الحارس العام استقبال الحالة رفقة طفلتها فقط لحمايتهما من الامطار العاصفية بالخارج، لكنه قابل الطلب بالرفض المطلق"، وبرر الحارس العام ذلك بـ"غياب وثيقة لبناء قرار القبول عليها".
وبادر مصدرنا إلى الاتصال مجددا بالكاتب الإقليمي للبيجيدي، الذي طلب منه الانتظار قليلا، من أجل إجراء اتصالات جديدة انتهت بعد عشر دقائق فقط، لتصبح كل الظروف متوفرة لاستقبال الحالة المستعجلة، حيث حضر الحارس العام بسرعة الى جانب الطبيب الاختصاصي، فادخلوها بسرعة لقاعة العلاج للاهتمام بها بشكل دقيق"، وتم تحويل المريضة إلى قسم الامراض النفسية "رفقة الطبيب شخصيا".
وأثار تغير تعامل إدارة مستشفى مولاي علي الشريف مع المريضة بشكلين متناقضين في ظرف ساعتين من الزمن، تساؤلات كثيرة لدى المهتمين بالشأن الصحي بالإقليم، حيث تساءل أحدهم: "لماذا لم تتدخل ادارة المستشفى لاستقبال الحالة المستعجلة دون اللجوء الى كل هذه الاجراءات والاتصالات والتدخلات؟ وهل يُعقل ان تعود حالة مستعجلة الى النيف من اجل استخراج وثيقة من السلطات المحلية لكي تعالج رغم الظروف المناخية المضطربة؟ ثم ما ذنب تلك الطفلة الصغيرة لتعيش كل هذا "الارهاب النفسي والجسدي الذي مورس على أهلها؟"، وتساءل آخر: "هل أصبحت مستشفياتنا متاجر بدل ان تؤدي خدمات انسانية للمواطنين؟
الصورة من قسم الولادة بمستشفى مولاي علي الشريف ( ارشيف )