فاطمة خالدي - اكادير / جديد انفو

نظمت جامعة ابن زهر يوم  الخامس والعشرين من الشهر الجاري  لقاء علميا  تحت عنوان  ''الآثار السلبية للفيضانات وسبل مواجهاتها'' وأجمع فيه العديد من الباحثين في مجال الجغرافيا والتاريخ على أن إغفال الدراسة الدقيقة للمجال و معرفة مواطن قوته وضعفه  من الأمور التي تؤدي بشكل مباشر  للفيضانات، أضف إلى ذلك انعدام ثقافة الفيضانات في المجتمع المغربي، و ما يوضح هذا حضورها بشكل جلي في مجتمعات أخرى، إذ أن دولة التشيك وضعت   خارطة في موقع  اليكتروني ترصد فيها المناطق المهددة بالفيضان بالمغرب، وتحذر رعاياها من السفر إلى تلك المناطق، المغرب أيضا اعد ذات الخريطة، إلا أنها لا تزال حبيسة الرفوف، في الوقت الذي يجب أن توزع وتعمم على جميع المواطنين قبل الحادث.

عوامل طبيعية وبشرية

من بين الأسباب في مداخلة عبد اللطيف رومان الأستاذ بشعبة الجغرافيا:  العوامل المتحكمة في مناخ المغرب، وتأثره بالكتل الدافئة القادمة من الجنوب، والباردة القادمة من الشمال، صدام هاتين الكتلتين هو الذي يولد تساقط أمطار قوية كتلك التي حدثت في شهر نونبر الماضي، إذ تختلف حدة هذه التساقطات حسب المناطق وحسب الزمان وحسب قوة الصدام.

وأكد أيضا أثناء  عرضه  لمجموعة من الرسوم التوضيحية والخرائط ، أن تساقطات أواخر شهر نونبر الماضي  ليست استثنائية، لأن الجهة عرفت  تساقطات أكثر حدة منها في سنوات خلت، الفرق الموجود هنا يتمثل في أن تكنولوجيا الإعلام والتواصل لعبت دورا فعال في إيصال المعلومة بشكل سريع.

ومن جهته صرح محمد الرفيق باحث في الجغرافيا  أن هناك عوامل طبيعية وعوامل بشرية تساهم في تضخيم حجم الخسائر المادية والبشرية للفيضانات، وقد  لخص العوامل الطبيعية في طبيعة الانخفاض والارتفاع، وطبيعة الصخور النافذة وغير النافذة،  والعوامل البشرية  في تهور الناس، وهشاشة القناطر  التي تعرقل سير المياه إذا لم تراعي الشروط التقنية للبناء.

التضامن العلمي كحل لتقليص من حدة الفيضانات

و في ذات الإطار، أتت مداخلة علي دانون أستاذ الجغرافيا، الذي رفض استغلال المجاري المائية والوديان كيفما كان نوع ذلك الاستغلال، وحث على التضامن العلمي لتدبير الفيضانات، في إشارة منه إلى ضرورة التنسيق بين جميع الفعاليات التي من شأنها أن تدبر الفيضانات. فغياب هذا التضامن العلمي هو الذي أدى إلى انعدام الجودة، إذ إن  سياسة المغرب تدبر الندرة، ولكنها لا تدبر الفائض.    

وقد ركز المتدخلون   على تقديم العديد من التدابير والاقتراحات للتقليص من حدة   الخسائر التي تخلفها الفيضانات بعد وقبل الحادث:

تقديم الإسعاف، وتشكيل لجان تقدم المساعدات، وتقوية منشآت البنية التحتية، وتشييد مجموعة من القنوات هدفها تحويل فائض  المياه إلى مجاري أخرى.

صيانة ضفاف الأودية وتدعيمها بجدران مساعدة.

بناء السدود، وتنقية المجاري المائية لفتح الطريق للمياه.

تهيئة الأحواض النهرية لتفادي التوحل، وإبلاغ الناس بنشرات إنذاريه، واحترام القوانين الخاصة بالمياه.

بناء منازل وبنيات تحتية تأخذ بعين الاعتبار الخصائص الجغرافيا للمجال، بما فيها المناخ والتضاريس...

إنجاز وثائق وخرائط لمعرفة مكامن الخطر، وبناء حدائق في الأماكن المعرضة للسيول عوض إعمارها بالسكان