لماذا لم يفكر المغاربة من قبل في ترجمة معاني القرآن إلى الدارجة؟ سؤال يتبادر إلى اذهاننا بعد ان قرر نور الدين عيوش النيابة عنهم للقيام بهذا المشروع الذي سبقه إليه الجوهادي الحسين الباعمراني، الذي سبق ان ترجم معاني القرآن إلى الامازيغية فقامت القيامة عقب ذلك وأدلى كل بدلوه في هذا "الخطب العظيم"، انتهى بعدم جواز ترجمة تعابير القرآن وإمكان ترجمة معانيه، وتم تكريم الجهادي من طرف المعهد الملكي للثقافة الامازيغية بمنحه سنة 2004 جائزة المعهد الخاصة بالترجمة..
نور الدين عيوش، وبعد الضجة التي خلقها موقفه القاضي بالتدريس بالدارجة المغربية عوض "اللسان الفصيح"، جمع ثلة من اساتذة جامعة الاخوين وبعض المختصين الامريكان وكونوا لجنة للإشراف على ترجمة القرآن إلى الدارجة، ولا نعلم لحد الساعة هل الامر يتعلق بترجمة للقرآن أم لمعانيه..
وسواء تعلق الامر بالاحتمال الاول او الثاني فإن نور الدين عيوش سيثير بمبادرته هذه موجة من ردود الفعل والغضب، الذي سيتجاوز لا محالة مبادرته الاولى التي دعا من خلالها إلى التدريس بالدارجة في المدارس المغربية، لأن الاطفال لا يفهمون اللغة العربية الفصحى وهو ما يجعلهم ينفرون من الدراسة ويدفع الكثير منهم إلى مغادرتها ليلتحقون بأفواج ضحايا الهدر المدرسي..
وكان احد الشباب المغاربة، الذين اعتنقوا المسيحية (او ارتدوا عن الاسلام)، قد اقدم منذ سنين على ترجمة معاني القرآن إلى الدارجة وقام بعرض الترجمة ب"اليو توب"، إلا انه وُوجه بانتقادات حادة، ومن بين الردود التي عقبت ذلك ما قاله للصحافة الفقيه أحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والاصلاح، حيث قال ان "ترجمة القران إلى اللغات الأجنبية غير ممكنة، قبل أن تكون غير جائزة. لكن الممكن هو ترجمة معاني القران إلى أي لغة أو لهجة، شرط أن تتحمل هذه اللهجة، الدارجة المغربية مثلا، المعاني وليس التعابير، وأقصد- يقول الريسوني- معاني النص الأصلي، إذا فترجمة المعاني ممكنة إذا استوفت اللغة أو اللهجة المستعملة شروط الأمانة والدقة اللازمتين"..
فهل ستستوفي "دارجة" عيوش وفريقه شروط "الأمانة والدقة اللازمتين" لكي تتحمل معاني وليس تعابير القرآن؟ سؤال وحدها الايام قمينة بالإجابة عليه..
المصدر: تليكسبريس