لحسن بوتسكاوين - النيف / جديد أنفو
سالك الطريق من ألنيف في اتجاه تزارين، و بالضبط على مستوى "تِكِيرْنا" إلى "باتُّو"، على اليمين تُجاه "إِمَاوْنْ نْصَاغْرو" تظهر له كتلتين أو جبلين صغيرين وسط منبسط قاتم اللون، يميل إلى السواد، هذه الكتلتين تتميزان بلونهما الأحمر المختلف تماما عن لون تضاريس المنطقة، و تجعله يحتار و يتساءل عن سبب هذا الاختلاف، و قد يسافر بعيدا في الزمن الغابر لعله يفك اللغز.
منذ القدم و منذ الازمنة الغابرة حاول الإنسان المحلي و يحاول أن يجد مبررا لهاتين الكتلتين، نفس الفضول دفعني إلى الإستعانة بخدمات "كوكل إرت" و النبش في الاساطير المحلية، بل حتى أن أتنقل إلى عين المكان في عز الصيف الماضي، رغم الحرارة المفرطة التي تلفح وجهي و تنقلت إلى بلدة تكشتامت القريبة منها.
أول شيء عثرت عليه و كان مفاجئا حقا و بعيدا عن الحقيقة كل البعد، ألا و هو أسطورة ضربت بجدورها في الماضي، لكون الأجداد أو القدامى يعتمدون في شرح كل غامض و غير مفهوم بالنسبة إليهم اعتمادا على الأساطير، هذه الاسطورة تربط هذا بأسطورة تسمى "أسطورة الناقة الهاربة من العدو"، و هي تقول بأن الكتلتين هما رئتا ناقة حامل هاربة من عدو مجهول، فأسقطتهما بعد أن أسقطت السنم و بعيرها الصغير قبل أن تموت و تتحول هي بدورها إلى جبل معروف الآن بـ"تَلْغْمْتْ" يوجد بضواحي تازرين. و لما استقصيت الامر و جدت أن هناك فعلا جبل يسمى "تلغمت" و آخر يسمى "أبعير" و آخر يعتقد انه السنم أو "تويّا"...
تناسلت الأسئلة في مخيلتي، أي عدو؟ و ما شأن الناقة؟ ....فازداد فضولي كثيرا فنوعت بين الروايات. لكنها تصب في نفس الاتجاه الذي جاءت به الأسطورة.
اضطررت فيما بعد إلى التنقل إلى "تورات" التي تعني الرئتان - لأن المثنى غير موجود في اللغة الأمازيغية - قصد الصعود إلى قمة إحدى الكتلتين للتعرف على طبيعة صخورها محاولة مني أن أحل لغزها جيولوجيا، مستعينا ببعض الاصدقاء الذين تخصصوا في هذا المجال في دراستهم.
تضاريس منطقة ألنيف و النواحي معروفة بمستحتاتها، كثلاثية الفصوص و غيرها، ما جعلني احاول ان أجد مثل هذه المستحثات في تورات دون جدوى. و كانت هذه هي أول ملاحظة سجلتها، قبل ان ألتقط عينات من صخورها.
ترى هل هاتان الكتلتين تكونتا في زمن جيولوجي عن طريق بركانين انبتقا من باطن الأرض في هذا المنبسط؟؟ أم أنهما كتلتان رسوبيتان تشوهتا بفعل حركات تكتونية في زمن معين؟
الصورة التي التقطت بواسطة الاقمار الصناعية للمنطقة تذهب في هذا الاتجاه، على الاقل عند ملاحظتها بدقة.



