زايد جر- تنغير / جديد انفو

شعب وراء الجبال تائه وسط ضباب من الثلوج يتخطى أشواك القهر بصعوبة ، يتحاشى الحفر في النوم  ويسارع  الفرح، ليلهم ونهارهم آهات، ويقظتهم بلهاء، هم  حفاة، وبأصوات مبهمة يتوهمون الكلام ، أطفالهم يعشقون الحياة ببراءة ،ويغتسلون بماء الثلج لتنقية الأبدان، التساقطات الثلجية رشقت أكواخهم لأسابيع حتى تدحرجت حيطانها الطينية، وزادهم فيها عصارة  ومأساة . الحاجات الخاصة تُقضى في العراء عراء ، بثياب لا تستر حتى نفسها وبدون حطب للتدفئة وبدون إمدادات ولا مساعدات مستمرة ، قدّم أجدادهم للوطن خدمات قوية في معارك شهد لهم بها التاريخ، وحرروا تاريخها بدماء الشهداء ،أعياهم الصبر والتسويف والمماطلة ،واستمر عيشهم طويلا  بين مستنقعات التهميش دون أن يطل الفجر ذات يوم ، ووسائل الإعلام الدولية  التقطت لهم الصور للتعبير عن عمق التهميش بالجنوب الشرقي  على خلاف  ما تروج له وسائل الإعلام الرسمية في التنمية، فالصورة  غنية بأيقوناتها  وهي تختزل معاناة شعب جوعان وغضبان و ورغم ذلك  تردد خالتي العجوز ما أحلاك بلادي.