علي الحسني - الرشيدية
بلمساته وأحاسيسه الفنية ورؤيته الجمالية، استطاع محمد بطاهري أن يفرض نفسه كأحد أبرز مصممي المواقع الإلكترونية المحلية والفنانين التشكيليين على الشبكة العنكبوتية بالرشيدية.
اختار تصميم المواقع الإلكترونية لأنه أحب أن تحقق شيئا في ذاته، فكل إنسان بداخلة مجموعة من المواهب والأفكار والفنون يفصح عنها بطريقته الخاصة، إنه التعبير الهندسي عن عوالم الشخصية، حيث يضع المصمم لمساته وأحاسيسه الفنية في الموقع الذي أشرف على تصميمه.
اهتمامي بالمعلوميات، كما يقول بطاهري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بدأ منذ الالتحاق بالجامعة حيث "كنا نتلقى حصة أسبوعية في المعلوميات في لغة البرمجة، بعدها وبمدينة الريصاني حيث تم تعييني اقتنيت حاسوبا بلغ ثمنه آنذاك أربعة أضعاف دخلي الشهري ولما تعطل عن العمل اضطررت للسفر إلى مدينة فاس من أجل إصلاحه".
"اهتمامي لم يتوقف عند هذا الحد بل فكرت في التعاطي، بشكل أوسع، مع البرمجة فبدأت بلغة البرمجة (فيزيل بازيك)، وازداد اهتمامي أكثر بهذا الميدان لما انتقلت إلى مدينة الرشيدية لما علمت بوجود جمعية (شباب وعلم) التي تهتم بهذا الميدان".
نجاح التصميم، يقول بطاهري، الذي يشتغل أستاذا بالتعليم الثانوي التأهيلي وله مؤهلات في مجال البرمجة والمكتبيات وأنظمة التشغيل، يعتمد على الصبر والإتقان والحس الفني، ومتى اجتمعت نجح المصمم وأتقن وأخرج موقعا مميزا، مبرزا أن امتلاك الذوق وحسن الاختيار له دور كبير في نجاح مصمم المواقع.
لكن حين يجتمع الصبر مع حضور الذوق الفني والابداعي التجديدي فإن ذلك يعطي رونقا آخر للموقع وخصوصا حين يحاط بمهارة متقنة، تجعل من الموقع موقعا جذابا سلسا وسهلا، إلا أن مثل هذه الاعمال تحتاج إلى خبرة في مجالات أساسية أهمها الكرافيك والتعامل مع الصورة.
بداية اهتمامي ببرمجة وتطوير المواقع، يقول بطاهري، كان سنة 2005 لكن القفزة الاهم كانت مباشرة بعد التكوين الذي تلقيته مع ثلة من رجال التعليم بالرباط في إطار "مشروع جيني" والذي حصلت فيه على أعلى نقطة على المستوى الوطني.
مثل أي عمل يقوم به الفرد فإن تصميم موقع ما، يؤكد بطاهري، "لابد أن تجد فيه لمسات وآثار المصمم، لذلك لا يمكن البتة الفصل بين تصميم موقع عن شخص المصمم، لأن التصميم هو إبداع يتفتق عن أفكار نابعة من زاوية رؤية المصمم وذوقه الفني، دون تغييب ما يقترحه مالك الموقع من اقتراحات وأفكار تلائم رغباته ".
واعتبر بطاهري، ابن دائرة الجرف بإقليم الرشيدية الذي تعددت اهتماماته من التنمية البشرية إلى العمل الجمعوي وتأطير الدورات التكوينية، أن أساسيات هذه المهارة تتضمن المعرفة والخبرة في التقنيات واللغات البرمجية المكونة للمواقع الإلكترونية، كما تتضمن التخطيط لصنع الواجهة الإلكترونية، وسهولة التصميم ومرونته، فالمهارات الإبداعية في استخدام مزيج الألوان والطبقات والرسومات على الصفحات النهائية أيضا أمر مهم لتحديد تصميم ناجح للمواقع الإلكترونية، مؤكدا أن إنشاء وتطوير المواقع الالكترونية هو علم قائم بذاته تعضضه مهارات عدة لكن هي قبل وبعد هذا كله التزام ومسؤولية.
المهارات التي يمكن أن يتقنها مصمم المواقع إلكترونية كثيرة جدا تتنوع حسب الغرض من الموقع ذاته (موقع تفاعلي أو موقع للعرض فحسب) وكل صنف تتغير فيه المهارات حسب الهدف من وراء إنشاء الموقع، إلا أن هنا أمور لابد منها على رأسها أن يكون المصمم عل دراية لابأس بها من بعض لغات البرمجية وبعض الاساسيات المعلوماتية.
وعن المواقع الالكترونية المحلية التي بدأ عددها يتزايد بشكل ملحوظ، أبرز بطاهري أن ما يميز بعضها عن الاخر هو قدرتها على حسن العرض بشكل جميل ومريح وكذا مدى قدرة مديري تلك المواقع على عرض أجود المضامين. "فالموقع الذي يتوفر على شرطي الجمالية وجودة المضمون هو الذي سيكون له في الأخير القدرة على جذب القراء والزوار".
وعن الصعوبات التي تعترض إنشاء موقع "الويب"، قال بطاهري إن من بين تلك الإكراهات يبرز عدم وضوح الهدف لدى صاحب الموقع من طبيعة الموقع نفسه مما يجعل مصمم المواقع يواجه صعوبة في وضع اللمسات الفنية الملائمة والمناسبة للموقع وصعوبة في إعداد واجهة التحكم الخاصة بالموقع وجعل المواقع أكثر مرونة واختيار البنية التحتية المناسبة لبناء موقع إلكتروني واستضافته، وهذه تعتبر مشكلة فنية يصعب على غير المختصين فهمها والتعامل معها لكثرة الحلول والأنظمة (ويندوز - لنيكس ) وتشعبها.



المصدر: و. م .ع