أحمد بيضي – خنيفرة / جديد انفو
تمكنت "جمعية العنقاء للثقافة والتنمية الاجتماعية" بخنيفرة من الوصول بالحاويتين المحملتين بالمعدات الصحية والمساعدات الإنسانية، وتوزيعها على المؤسسات الاستشفائية ومراكز الرعاية الاجتماعية بالإقليم، وذلك بعد إصرار قوي في وجه بعض العراقيل المفتعلة والشروط التعجيزية التي لقيتها من طرف جهة مركزية بالرباط، ما ساهم بجلاء في إفشال عملية "تحرير" الحاويتين العالقتين بميناء الدار البيضاء، وفي تأخير عملية توزيع ما تحتوي عليه من معدات عبارة عن هبة من المنظمة السويسرية Comité Organisation Suisse Sagarmatha، ومهاجرين مغاربة بالخارج.
وفي هذا الإطار، احتضنت القاعة الكبرى بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة، حفل الدورة الثالثة للتضامن تحت شعار "العمل الاجتماعي رهان تنمية إقليم خنيفرة"، حضرها إلى جانب المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، مدير المستشفى الإقليمي، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، ممثلون عن مصالح إدارية، وعن وكالة التنمية والتعاون السويسرية، وكالة تنمية الجنوب، جمعية المهاجرين بسوس ماسة درعة، وكالة التنمية الاجتماعية، إلى جانب حضور متميز من عدة فعاليات جمعوية وحقوقية وثقافية وتربوية، والسويسرية سيلفي، ثم ابن المدينة عبدالرحمان عباسي الذي يعود له الفضل في التنسيق مع المنظمات السويسرية.
وخلال الحفل، حضر الجميع عملية توزيع المعدات الصحية، حيث تم دعم المستشفى الإقليمي بعدد من الأسرة والآليات الاستشفائية الموجهة لمجموعة من التخصصات، إلى جانب "الجمعية الإقليمية لمساندة المرضى المصابين بالقصور الكلوي" بخنيفرة التي استفادت من تجهيزات هامة، و"جمعية الدار العائلية" بأجلموس التي تسلمت هي الأخرى معدات مطبخية، بينما تم تزويد "جمعية صحتي" بلوازم ومستلزمات طبية، في حين تسلمت "جمعية بدائل للتنمية" معدات بيئية لمساعدتها في مشاريعها المتعلقة بالبيئة وتدبير النفايات، ولم يفت جمعية العنقاء إعطاء الكلمة للجمعيات المستفيدة التي أجمعت على استحسان المبادرة.
وكم صفق الحاضرون للجمعية وهي تسلم "كرسيا متحركا كهربائيا" للمواطنة أمينة التي حكم عليها القدر بالإعاقة الجسدية منذ إصابتها، خلال ما يعرف بسنوات الرصاص، برصاصة طائشة على مستوى عمودها الفقري، وعمرها آنذاك لا يتجاوز الثلاث سنوات، وذلك عقب تخطيط كومندو مسلح باغتيال عون سلطة، وكان للرعاية الإلهية كلمتها في العودة بأمينة إلى الحياة من جديد، إلا أنه بعد استخراج الرصاصة من جسدها الصغير، ظلت في غيبوبة تامة لمدة أربعة أشهر استيقظت بعدها لتجد نفسها مقعدة بصورة أثبت الأطباء أنها ستظل أبدية.
ولم يفت الكلمة الافتتاحية للحفل وضع الحاضرين في صلب مساعي الجمعية إلى الحفاظ على تقليدها الذي يستهدف أساسا التنسيق مع شركائها من أجل دعم البنية التحتية للمؤسسات الصحية والرعاية الاجتماعية بالإقليم، في حين أكد رئيس الجمعية على فضل الشراكات مع المنظمة السويسرية، والمهاجرين المغاربة، في تفعيل المقاربة الاجتماعية والتنموية من خلال المشاريع التي تستهدف الساكنة الفقيرة وذوي الاحتياجات الخاصة، والتخفيف من معاناتهم، في إطار ترسيخ مبدأ التضامن والحداثة والتماسك الاجتماعي ومحاربة كل أشكال الإقصاء الاجتماعي، وكيف أن الجمعية جعلت من دعم البنيات التحتية للمؤسسات الرعاية الصحية والاجتماعية ركنا أساسيا في برنامجها التنموي.
ومن جهته، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، امحمد برجاوي، على أن مدينة خنيفرة ستعرف إقلاعا صحيا كبيرا، في أفق افتتاح المستشفى الجديد، مشيرا إلى مجموعة من الأطباء الاختصاصيين سيتعزز بهم قطاع الصحة قريبا، وخلال كلمته المقتضبة لم يفت المندوب الإقليمي دعوة جميع الفاعلين إلى "وضع اليد في اليد طالما أن الصحة هي للجميع وليست لوزارة الصحة وحدها"، داعيا كافة الفعاليات إلى تكاثف الجهود من أجل دعم مثل هذه المبادرات الإنسانية والتضامنية، وأشار إلى أن مندوبيته مستعدة للانخراط في أية مبادرة إنسانية تصبو لخدمة الصالح العام.
وبدوره، أكد المندوب الإقليمي للتعاون الوطني، محمد الموساوي، على الأهمية التي يكتسيها النسيج الجمعوي ضمن العمل الاجتماعي، داعيا الجمعيات إلى تدبير أفضل للإمكانيات المتاحة عبر عقد شراكات مع مختلف الأطراف، ومنوها بدور الشراكات مع الجمعيات التنموية، والمؤسسات الاجتماعية والمبادرة الوطنية، في إنجاح الكثير من العمليات الإنسانية، كما لم يفته الإعراب عن أمله في أن تحذو جمعيات أخرى حذو جمعية العنقاء، والالتفات للمؤسسات الاجتماعية التابعة لمندوبيته أسوة بالمؤسسات الاستشفائية.
أما مدير المستشفى الإقليمي، عبداللطيف لعروصي، فاكتفى بتوجيه رسائل شكر لسكان المدينة على ما وصفه بغيرتهم على قطاع الصحة، سواء من خلال تقديرهم للمجهودات المبذولة أو تنبيههم لما يمكن تصحيحه، مؤكدا على أهمية قرار دعم القطاع بالأطباء الاختصاصيين في احتواء مظاهر الانتظار والاكتظاظ والمواعيد الممتدة.
وبينما تقدم أحد الجمعويين من جهة سوس ماسة درعة بكلمة نوه من خلالها بالعمل عبر الشراكات والفعل الميداني دون خلفيات أو نوايا سيئة، لم يفت ممثل عن وزارة الجالية المغربية المقيمة بالخارج دعوة الجمعيات المغربية العاملة بالخارج إلى المساهمة في التنمية المحلية لبلادهم، لأن المغاربة، يضيف، مهما ابتعدوا عن وطنهم ظلوا أكثر اعتزازا بالانتماء إليه، مذكرا ببعض الجمعيات المغربية بالخارج التي قامت بتنظيم حفلات عمومية لجمع التبرعات في إطار مساعدة المناطق الجنوبية التي تعرضت للفيضانات الكارثية.
