زايد جرو / جديد انفو
سنمنحكن أيتها المعلمات كل حق تردن حتى حق البكاء على الحياة وأنتن فيها شبه أموات ، موظفات قضين العمر في الدراسة ،وكلهن أمل في المساهمة في بناء المغرب الحداثي لتدريس أطفال البوادي بقرى نائية لأداء الواجب قبل الحق ، تركن الأسر والدفء العائلي وهن لا تتجاوزن عشرين سنة ،هن من طنجة وتطوان والبيضاء وكل المدن الحضارية وتم تعيينهن بمناطق لا ماء فيها ولا كهرباء ولا طريق ولا خضر ولا فواكه ولا مسكن ولا صحة... وفي ذاك خرق للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يقر بأنه على الدولة اتخاذ تدابير لضمان تمتع جميع المواطنين بمستوى معيشي مناسب، فيما يخص المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية، كعناصر أساسية لمستوى معيشي مناسب ، ولم تتأففن عن التعيين ولم ترفضن العمل قطعا ،لأنهن اخترن المهنة سواء عن عشق أو عن مضض، ولم تغادرن المكان خوفا من نظام العقوبات.
وفي صباح البارحة في برنامج "صباح بلادي" الذي يدير فقراته الحسين العمراني حيث خصص اللقاء عبر الهاتف للنساء وقد سمع ملتقطو الإذاعة العجب عن معلمات ببادية مكناس، هن ثلاث من الشمال أكبرهن سنا في العشرينيات، تعملن على بعد كيلومترات في مجموعة مدارس نائية تقطن في قسم دون باب ونوافذ مهشمة فاشترين الأقفال وكل مستلزمات السكن حسب تصريحهن، وهن بعيدات عن الدوار ،و عرضة لكل التهجمات فبكين أشد البكاء على الواقع التعليمي غير الصحي والوضع الاجتماعي غير المريح ،والعجيب العجاب حسب تصريحهن دائما أنهن في السنة الثانية من العمل دون حوالة ، تفترشن الطاولات والأرض لا نوم طوال الليل تحت وقع نباح الكلاب وتهديد المراهقين ، ورغم ذلك فهن صابرات مكافحات من أجل الحق في العيش ، الألم يعصرهن وتتنفسن الغضب والزفر ،والجميع يسائل الوزارة المعنية عن مصير التعويض عن العمل في العالم القروي الذي تم إقباره نهائيا ،فالحكومة منشغلة بتدارس التعويضات السخية لرجال السلطة دون حساب ودون رقابة لأن الأمر أمرهم والحق ملك لهم ،ويجب على النقابات التعليمية أن تعلن الحرب على السياسة التعليمية الخاسرة ،وعليهم أن يحزموا الحزام معهم فالمتضررات والمتضررون بُح صوتهم وجفت عروق الكلام على ألسنتهم وقد قتلت الحكومة فيهم روح التطوع والحماس. وإلى موضوع سادس بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بحول الله.