سعيد وعشى – الرشيدية / جديد انفو

هزالة التحصيل الدراسي وضعف المردودية في المدارس، وتراجع المغرب في التصنيف العالمي من حيث جودة التعليم بدأت من التعليم الأولي، فالدول التي قطعت أشواطا  كبيرة في التعليم انصب اهتمامها الأكبر منذ الخطوة الأولى في التعلم، حيث تختار لها أحسن الأطر وذوي الشواهد العالية، وأجود اللُّعب  والمصاحبة المستمرة للتأطير والتوجيه ليسهل الإدماج، وتتوحد الرؤيا المستقبلية بين التعليم الأولي وباقي الأسلاك التعليمية المتبقية، لكن الدول التي مازالت تحبو في الرؤيا لا تعطي لهذا التعليم قيمة تذكر، حيث يدرس  الأطفال  داخل المآرب مصففين فوق الحصائر كأنهم علب سردين يشم بعضهم رائحة البعض الآخر، وبالكاد يتنفسون، فتتربى  فيهم منذ الصغر عقد رفض التعلم، فيدمجون بعد ذلك في التعليم الابتدائي، وبعده الإعدادي، بمستوى معرفي هزيل، والدولة إن أرادت أن يحتل المغرب مرتبة تليق وحجم الإنفاق الذي تخصصه لقطاع التعليم، عليها أن تبدأ الإصلاح من البداية لا في الوسط أو في النهاية، وأن تكثف المراقبة، وتزور المناطق المنسية المهمشة لتكوين رؤيا واضحة حول وضعية التعليم الأولي بالمغرب لإنجاز دراسات حقيقية حول أسباب التعثر الدراسي والانقطاع المبكر وهدر زمن التعلم .