زايد جرو – تنغير / جديد أنفو
البيداء فضاء يمنحك كل الحرية ،بحضور الصقر، والخيل، والليل، والمهر، والثعبان ...مكان فيه الحب والحرب ، تقاسمت رماله منذ الأزمان فصول روايات عشق الأدباء سار بوقعها الحداة والجميلات ، فحيكت حولها أساطير الكلمات التي تسربلت بالحرير وبجياشة العواطف .. وللجمال عند أهل الصحراء منطق ، وأكثر من شرط،وأسرار كثيرة. إذ لا يكفي أن تكون المعشوقة فاتنة عذبة الملامح تحرق الناظر ،بل لا بدّ أن تكون جارحة يتعذب لأجلها الولهان ..
لهذه الخصائص البدوية الصحراوية اختار أحد الأجانب من السياح أن يقيم ليلته الذهبية والوحيدة في العمر، ويجري دخلته على فراش رمال صحراء مرزوكة بين سقط اللوى وبين الخيوط الذهبية لشمس العشية التي رسمت لوحاتها على البشرة البيضاء الأجنبية مدركا أن الجمال ينبغي أن يكون هادئاً حرّاقاً بشكل ما : الشمس، الهواء، والسماء، تحالفت كلها لتشكيل رؤيا فاتنة وسط الهدوء الصامت في صحراء مبسوطة مثل قماشة حرير ذهبي ،أراد فيه العريس أن يكون "قيس" وعروسه أن تكون " ليلى" كنساء الصحراء : جميلات، ساحرات، فاتنات، جارحات، حارقات، مثيرات ،ولديهنّ إلمام بسريرة الرجل، وكيفيّة إغرائه وجذبه حتى لا يتمكّن من هجر حبّ البدويّات الحسناوات .
وعلينا نحن أن نجد المبررات لم َ نقوم باختيار القاعات والفنادق ونتكلف ونقترض من أجل ليلة يمكن أن تكون بسيطة وجميلة في صحارينا الممتدة ،ونهجر عاداتنا ونترك الأنا التاريخ والهوية للاحتضار...هم اختاروا صحراءنا وهدوءنا بالمغرب العميق، ونحن نختار عذاب الضجيج ومحن الفواتير،هم تربوا التربية الجمالية النفسية الذواقة،و نحن تربينا تربية قالوا عنها هي تربية والسلام.